فكر بغيركـ قليلا ولا تنسى شعب الخيام.
كتبهاأبو المعتصم ، في 12 كانون الثاني 2010 الساعة: 08:25 ص
بالأمس و أثناء كتابتي لهذه السطور، كنت أستمع ( طربا) للفنان سميح شقير يغني ( قصيدة فكر بغيرك ) للشاعر محمود درويش، يقول فيها وأنت تخوض حروبك فكر بغيرك ممن يطلبون السلام، وفكر بطعام الحمام ولا تنسى شعب الخيام. أما منذ بضعة أيام وبنظرة للمرآة حكمت علـى نفسي بأنني قريبا سأكون أحد أصحاب الكهف إن لم أهذب شعري بالحلاقة، فتوجهت إلى صاحب مقص أسلمته رأسي و أنا اخشى ( مثل المعتاد) من لحظة سهو يصبح فيها المقص أو الموس قاتلي!
ولأقتل الوقت المضجر، بدأت أثرثر مع الحلاق (ملتزما بالعرف الممارس في هكذا موقف، و ممارسا للحقوق التي أقرتها البشرية منذ اكتشاف هذه المهنة واختراع أدواتها، والتي تنص بأن المواطن يحق له الثرثرة مع الحلاق! ). ومن موضوع إلى آخر وصلنا الى ( الاستغابة - استغفر الله ) لقناة تلفزيونية عربية، تعرض برنامجا للنكات ( ذات المدلول البذيئ). و بتشريح القناة جرحا و نقدا باخراج كل أعضائها الداخلية على مقص الشاب حامله فوق رأسي؛ خلص إلى نتيجة يقول فيها : ( يا سيدي خللي الشعب يعيش)!، بهذا يمكنني أن أجزم بأنه ( فكّـــر بغيره و بنفسه ) و خلص إلى النتيجة التي تقول ( أن الشعب - و يبدو أنه يقصد العرب جميعا - يمكنه العيش بمشاهدة البرامج السخيفة ما بين الفترة و الفترة!).
درويش - رحمه الله - في قصيدته أرسل على لسان ( شقير ) و صوته الجميل، رسالة إنسانية راقية، استطاع أن يجيد كل البشر بلا استثناء كيفية ( هدرها ). من منّا و هو يعد طعامه يتذكر الطير و الحيوان الجائع في خارج المنزل؟ ربما نفكر في تلك الحيوانات فقط حين نتذكر ( رمي الفضلات ) لها لنتخلص من النفاية لا لنطعمها. وأيضا من منا وهو على ( وسادته الخالية - لاحسان عبد القدوس ) يتذكر -رفاق الانسانية- المتشردين بالخارج!، ( بالتأكيد لا أحد) فنحن معشر قبيلة الأنسان لا نتذكر قبائل المخلوقات الاخرى ، ولا أبناء عشيرتنا إلا في المناسبات أو في المواقف المحرجة ( حين تقع العين بالعين في الشارع دون مجال للتهرب - مع هذا يصر البعض أن يتجاهل من أمامه احيانا مدعيا عدم رؤيته).
فمن بهذه الأطباع يمكن أن يتذكر شعب الخيام؟! - وللتعريف : شعب الخيام هو الشعب الفلسطيني!!-، يمكن القول بالتجربة الطويلة أن في أفضل الأحوال يتعين على شعب الخيام بين الفينــة و الفينــة أن يتعرض لقصف احتلالي ما، أو حملات اعتقال احتلالية تعسفية ليتم تذكره، فحين يسقط الشهداء؛ تطفو الرسالة الأنسانية في قلوب ( بعض ) الشعوب فتبدأ ( بالدعاء) أو التظاهر العارم، لتعود في نهاية يومها الحافل بالنشاط الى بيوتها قريرة العين هادئـة البال لقيامها بالواجب الإنساني الكريم المرغوب، ( فبوركت العاطفة و المحبة - و التعب)، و على محمود درويش رحمه الله أن يعي ذلك !. فإذا كان قد طلب (أن يفكر الأنسان بأخيه) وهذا مطلب بسيط نوعا ما، فتلك التبرعات و الدعاءات والمظاهرات و الحناجر التي تحتقن -و ربما تفقد الصوت يوما أو يومان- قد أدت ما هو أبعد من التفكــير. ( فنحن اخوة نهب لنجدة بعضنا المأزوم و لو كان على القمر!)
اعتقد أننـــي ( أفــكر ) بأنني أحتاج الى حلق لحيتي عند صاحبنا، عل و عسى أجد لديه رؤية ما حول الإنسانية، و طبائعها، على خشيتي أن يقول ( بتحلم أنتا و درويش ) - خلوا الناس تعيش!
————————
>
>
مع تحياتي
.
صابر عباهره...ابو سامر ..اليامون
.
.
موضوع: فكر بغيركـ قليلا ولا تنسى شعب الخيام.