ولدي الغالي
انها لأيام قليلة تفصلنا عن مناسبة ينتظرها الكبار والصغار على حد سواء
وما هذه المناسبة سوى رد لبعض الجميل علينا اتجاه من قاموا على تربيتنا وأخلصوا لنا في عطائهم
أنه يوم الاسرة أو عيد الأم والذي فضل أن يكون بهذا الاسم لتقتسم الام هذا الامر لوحدها وتستأثر به لنفسها !!!!!
أنا شخصيا لا اعتراض عندي لهذا الامر ولكن نسينا دور الاب مشتركا مع الام في هذا المخاض فمهما عملت الام فهي لن
تستطيع أن تعمل لوحدها بل لابد من شريك معها يعينها في هذه الحياة
لذلك في هذه المناسبة لدي رسالة أوجهها الى ولدايا مجتمعين أو كل منهم على حدا في ظرف عجزت فيه أن أقرئهم أياها ليس
لشيئ ولكن خشية ألا يفهموا مغزاها وهم ما زالوا فتيان صغار السن لذلك فضلت أن أودعها في منتدانا لعل وعسى يأتي يوم
من الأيام وينتسب أحد ابنائي الى هذا الموقع ليتصفح ما كتب والده وما خطته يداه له فيشعر حينها أو يشعروا حينها كم
أحببتهم وكم بذلت في سبيلهم من راحتي ليكونوا بأفضل حال وكم تألمت في حياتي لأجلهم ليكونوا كبارا في كل شيئ ولأجل
هذا كله اليك ياولدي رسالتي الخاصة اليك :
ابني الغالي والحبيب على قلبي
عندما يأخذ الكبر نصيبه مني ...حاول أن تكون صبورا" علي ...حاول أن تفهمني ...
تذكر كيف تفهمت أنا لكل مراحل نموك حتى كبرت
عندما لا أستطيع أن أرتدي ملابسي بنفسي ...كن حليما معي,تذكر الساعات التي كنت أقضيها لأعلمك ذات الشيء...
عندما أتحدث إليك وأكرر ما أقول مرارا"وتكرارا"...
لا تقاطعني ...وأصغي إلي... ولا تمل مني
تذكر كيف كنت تريد مني أن أقرأ لك نفس القصة مئات المرات
فذلك كان منتهى سعادتي
عندما لا أريد الاستحمام ...لا تصر علي ...ولا توبخني
فالماء مهما كان دافئ فهو بارد على جسدي...
تذكر كيف كنت أطاردك في البيت وكيف كنت أتحايل عليك لتستحم
عندما أبدو جاهلا"وبطيء الفهم في الأمور العصرية ... خذ بيدي ولا تسخر مني .
تذكر أنني علمتك كل ما أعرفه ... وكيف تواجه الحياة
عندما أبدأ بنسيان أطراف الحديث عند نقاشنا...أمهلني دقائق
لاسترجاع ذاكرتي ...وعندما لا أستطيع التذكر...لا تغضب مني...
فأهم شيء ليس موضوع نقاشنا...بل أنك هنا لتستمع لي
عندما لا أريد شيء ما...لا تفرضه علي
عندما لا تحتمل قدماي على حملي ...خذ بيدي ...
كما فعلت أنا معك عندما خطوت خطوتك الأولى
عندما أخطأ في شيء ما ...لا تعبس في وجهي ...بل ابتسم
فعدم مقدرتي ليس نابع من عدم معرفتي ...ولكنه حكم السن والكبر
ستدرك حتما"يوما "ما وبالرغم من أخطائي ...بأنني أدرك أن تكون أفضل مني
وتذكر قوله تعالى
"واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا"
ساعدني في تجاوز ما تبقى من عمري ...
ولك الدعاء والرضا مني .