نشر الـيـوم (آخر تحديث) 05/11/2011 الساعة 09:24 القدس- معا- تحت عنوان "بريطانيا ستحاول دوما تجنب الشقاق مع الولايات المتحدة بشأن الشرق الأوسط" عرضت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية مقالا تحليليا يتحدث عن امتناع بريطانيا التصويت في مجلس الامن على طلب انضمام فلسطين كعضو كامل في الامم المتحدة.
تقول الصحيفة إن الحكومة الائتلافية الحالية في بريطانيا هي أكثر الحكومات البريطانية انتقادا للسياسات الإسرائيلية منذ عقود رغم أن أصدقاء إسرائيل داخل حزب المحافظين الحاكم يقودونها.
وأضافت الصحيفة أن ما يميز العلاقات مع الولايات المتحدة أنها ثابتة فيما يخص بعض القضايا رغم التعاطف الذي تبديه رئاسة الوزراء البريطانية حيال القضية الفلسطينية ولاسيما وزارة الخارجية.
ومضت الصحيفة قائلة إن من ضمن الثوابت في السياسة الخارجية البريطانية سواء كانت الحكومة مشكلة من حزب العمال أو من حزب المحافظين هو تجنب الصدام مع الولايات المتحدة بشأن قضايا الشرق الأوسط.
وذكرت الصحيفة بحسب ما ذكر الموقع الالكتروني لـ"بي بي سي" أن دبلوماسيين بريطانيين أقروا بهذه الحقيقة الجمعة عند دفاعهم عن قرار الحكومة البريطانية بالامتناع عن دعم طلب السلطة الفلسطينية بالحصول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل منظمة الأمم المتحدة.
وأضاف الدبلوماسيون أن السلطة الفلسطينية ولاسيما رئيس وزرائها سلام فياض أبلت بلاء حسنا في بناء مؤسسات الدولة المرتقبة خلال السنوات الأخيرة، ملاحظين أنها اقتربت كثيرا من الوفاء بالمعايير الدولية المعتمدة في إقامة الدولة القومية.
ولاحظت الصحيفة أن سياسة "الواقعية السياسية" التي تنهجها بعض الدول الغربية تحول دون تبلور التطلعات الفلسطينية على أرض الواقع.
وترى الصحيفة أن في غياب أفق واضح لبروز دولة فلسطينية حقيقية، فإن من غير المجدي تظاهر السلطة الفلسطينية بعكس ذلك أخذا في الاعتبار أن إسرائيل ستجعل من المستحيل من الناحية العملية قيام دولة فلسطينة قابلة للحياة حتى لو أسعف الحظ القيادة الفلسطينية وفشلت مندوبة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن في ممارسة حق النقض بصفة واشنطن دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن.
ومضت الصحيفة قائلة إن في ظل هذه الظروف، فإن تصويت مجلس الأمن بشأن قيام دولة فلسطينية ستكون له عواقب لا يمكن التبؤ بها وستكون سلبية في معظمها بالنسبة إلى المواطن الفلسطيني العادي، ناهيك عن الرؤية المسقبلية لقيام الدولة الفلسطينة على المدى البعيد. ولهذا تصر الدول الغربية كما تلاحظ الصحيفة على ضرورة توصل إسرائيل والفلسطينيين إلى حل متفاوض بشأنه.
وأشارت الصحيفة إلى أن لغة الإدانة القوية التي استخدمها مكتب وزير الخارجية البريطاني، وليام هيج، إزاء إسرائيل في بحر الأسبوع الجاري توحي بأنه حتى لو وافق على قرار الامتناع عن التصويت، الذي سيتخذه في نهاية المطاف رئيس الوزراء، فإنه يظل غير راض عن النصر الأخلاقي الذي ستسفيد منه الحكومة الإسرائيلية.
وأضافت الديلي تلغراف أن قرار امتناع بريطانيا عن التصويت كان دوما القرار النهائي الأكثر ترجيحا لكن مع انضمام فرنسا إلى مسعاها، فإن محمود عباس لا يبقى أمامه سوى الاعتماد على دعم روسيا والصين بصفتهما عضوين دائمين في مجلس الأمن وهو وضع غير مريح أخذا في الاعتبار أن الأنظار مركزة على هاتين الدولتين بسبب الدعم الدبلوماسي الذي يوفرانه للنظامين السوري والإيراني.
وتختم الصحيفة قائلة "إن المستفيد الأكبر من الوضع الحالي هو حركة حماس لأنها عارضت دائما طلب عضوية الدولة الفلسطينية لأن فيه اعترافا ضمنيا بإسرائيل كما أنها ستستفيد من تلقي منافسها الرئيسي (رئيس حركة فتح) إذلالا بسبب الفشل المحتمل لمساعيه في الاعتراف بالدولة الفلسطينية المرتقبة".
.
.