مقال عن التوجيهي الراحل والتوجيهي البديل..تغيير النظام.

"التوجيهي".. رحيل نظام طاعن في الاستبداد والظلم!

مشاهدات 4210
32 معجب, 29 غير معجب ابراهيم ملحم : 17:59 12 حزيران 2012

احدى قاعات الامتحان

رام الله- - كتب ابراهيم ملحم -الى غير رجعة يطوي"التوجيهي"الذي ملأ الدنيا وشغل الناس،مع نهاية هذا الشهر اخر اوراقة ،ويلملم كراريسه،غير مأسوف عليه بعد ان سامنا،وابناءنا،واباءنا من قبلنا القلق، والخوف،وسوء العذاب،والاكتئاب،وانهيار الاعصاب،طيلة خمسة عقود خلت.

يطوي"النظام الطاعن في الظلم"اوراقه ويرحل،بطبائعه،وطبعاته،وسياساته،كما كل المستبدين الطاعنين في الحكم،القائم على مصادرة الحريات،وحفظ التعليمات، وتنفيذ التوجهات، والسياسات ، دون نقاش .

في لحظات حشرجاته الاخيرة ، قبل الرحيل ، يسقط ضحايا،هم اخر عناقيد الالم، والقلق،والغضب من سياساته،واملاءاته،ودكتاتورية تعليماته،وصياغات اسئلته، ودفاتر اجاباته، وتصحيح اوراقه،وحشر الممتحنين وذويهم في الزوايا الحرجة لتوقيتاته، وصرامة تعليماته، وسذاجة خياراته،واختياراته.

بعد اليوم لم يعد لـ"الدكتاتور الراحل " حضور في زمن غير زمانه، وجيل غير الجيل الذي استمرأ املاءاته،زمن تنفتح فيه العقول،والعيون على بيئة غنية بالعلم، والمعرفة والثقافة، الطالعة من كل حارة ،وبيت، وشارع في الكون المكتظة سماواته السبع، بوسائل الاتصال، والتواصل،المحمولة على مفرادات لغة مختلفة،عن تلك المتداولة في مناهجه الطاعنة في التقليد،والقائمة على الحفظ،والتلقين، والاملاء المعيب.

يرحل"الدكتاتور"كما كل الطغاة ،والمستبدين ،تاركا خلفه عاصفة من الجدل، حول هوية خليفته ،وسط مخاوف من تكرار تجربته، وحمل ذات جيناته ،وصفاته الوراثية،لاعادة انتاج توتره وقلقه ،وارباكاته.. جدل يشتعل بين المحافطين،الحافظين لتعليماته ،وبين الثائرين على سياساته، وانغلاقاته، وضيق خياراته ، وقصور قياساته عن فهم المتغيرات، والمستجدات والتطورات المتسارعة .

في القراءة الاولية لوجهات النظر المتباينة بين المحافظين، والمجددين الثائرين، تبرز مناطق رخوة، في حجج المحافظين، من "فلول" النظام القديم ،الذين يكتفون بالاعراب عن مخاوفهم من غموض النظام الجديد، وارتفاع تكاليفه المالية، دون ان يقولوا لنا ماهو البديل، وما هي الاقتراحات لديهم، لتقويم اعوجاجات القادم الجديد.

ولعل مسألة ارتفاع التكلفة في بلد فقير، تتصدر ذروة الحجج التي يسوقها معارضو النظام الجديد ،لتبرير عزوفهم عن شراء البضاعة الجديدة، وهي حجج لاينبغي لها ان تقف عائقا امام رغبات التجديد، وتطلعات التغيير، في العملية التعليمية، مناهج واساليب، وطرائق تدريس .

ففي الهند مثلا والتي تعتبر اكبر وسيلة ايضاح للفقر في العالم، قررت الحكومة الهندية منذ خمسينيات القرن الماضي،تخصيص ميزانيات ضخمة للتعليم تنفيذا لتعليمات الزعيم الهندي نهرو ،الذي قال: لان الهند بلد فقير جدا فيجب الانفاق على التعليم بسخاء . وهو ما أهل الهند لبلوغ عضوية النادي النووي الذي يضم كبريات الدول الصناعية في العالم.

في العام الماضي كنت من بين المنادين باسقاط النظام، القائم على الحفظ، والاستظهار لصالح نظام جديد ،ياخذ بالاعتبار متغيرات العصر ، واعتماد ادوات قياس تكون من جنس العالم الجديد . وطالبت حينها بايجاد صيغة جديدة للقياس في عالم رقمي "دجتالي"يتطلب ادوات قياس ،وطرائق تدريس، ومناهج من جنس تحدياته ،ومغرياته، ذلك ان غرفة الصف لم تعد مغرية للطلبة ،بعد ان وجدوا انفسهم ينهلوا من منابع مدرسة موازية ،فيها الكثير من الثراء، والمغريات التي تفتقدها،مدرستهم التقليدية وهو ما يستدعي بالضرورة تغيير ادوات القياس،مثلما يتطلب تغيير اساليب وطرائق التدريس ،على نحو ينزع الخوف ،والقلق، والتوتر،ويجعل ادوات القياس جاذبة لاطاردة محفزة لامعرقلة.

فطالما ان الخلل بالنظام ، فان الحل لايكون الا باسقاط النظام، وهو ما يتحقق الان.

.
منقول عن جريدة القدس

.

.

» نتائج الثانويه العامه التوجيهي فلسطين 2011م
» الأولى على غزة- أماني حققت أمنية والدتها بالظهور على التلفزيون...نتائج التوجيهي 2012
» نتائج التوجيهي 2010 ...مبروك للناجحين وحظ اوفر لمن لم يحالفه الحظ .....صابر الحاج محمود عباهره