جمال عبد الناصر / مذكرات السادات عن ثورة يوليو في ....كتاب "يا ولدي هذا عمك جمال"

مذكرات السادات عن ثورة يوليو في كتاب "يا ولدي هذا عمك جمال"


صدرت عن دار مدبولي في القاهرة مذكرات الرئيس المصري السابق أنور السادات التي دون فيها احساسه وانفعالاته في عام 1957، عن ثورة الضباط الاحرار التي حررت مصر من الملكية ونفت الملك فاروق خارج مصر. وتحمل مذكرات السادات عنوان " يا ولدي هذا عمك جمال" وهي رسائل بدأ بكتابتها السادات الى ابنه "جمال" بعد شهرين فقط من مولده، وكان ذلك أثناء العدوان الثلاثي الذي نفذته بريطانيا وفرنسا واسرائيل على مصر بعد تأميم قناة السويس.

و تضمنت الذكريات حكايات يفتخر بها السادات بمصر والثورة وبالاخص بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فجاءت كأنه يحاكي ابنه الصغير عن انجازات الثورة وما واجهها من عقبات.

ويروي السادات من خلال رسائله الى ابنه الذي اسماه على اسم الرئيس جمال عبد الناصر، كل صغيرة وكبيرة عن الثورة وكيف واجه الضباط الاحرار العقبات من خارجها وداخلها ايضاً، وقارنها السادات بين ثورة اتاتورك في تركيا وموسوليني في ايطاليا وهتلر في المانيا، وتطرق الى الانتصارات التي حققتها الثورة، وكيف أعادت الثورة العزة والشرف القومي لشعب مصر، وبين يوم وليلة اصبحت كلمة "عرب" ذات مغزى عميق ومخيف.

كما يحدثه عن حضارة مصر وانتصاراتها رابطا بين الماضي والحاضر متنقلا به بين قصة فارس المصرين احمد عرابي ومحاولة بريطانيا السيطرة على مصر من خلال قناة السويس، وقارن بين الخديوي توفيق بن عباس الذي كان يحكم مصر عام 1882 واصفا اياه بالجبن والتردد امام بريطانيا وبين الرئيس عبد الناصر واصفا اياه بالمصري العربي.

ويكرس السادات الكثير من من الحديث في كتابه حول طريقة عبد الناصر في معالجة الامور، واعجابه بشخصه. فقال" هو صديقي ورئيسي احبه واحترمه منذ ان كنا ضابطين صغيرين في منقباد عام 38، عبد الناصر الذي كان منتخباَ رئيساً لمجلس قيادة الثورة واصر في بادئ الامر ان يتنازل عن قيادة الثورة لمحمد نجيب"، ورأى السادات ان من الضروري ان يعرف ابنه جمال وجيله طريقة عبد الناصر في معالجة الاحداث، فقال" لم يضيع عبد الناصر لحظة، كان يعمل ليل نهار، يحضر الاجتماعات المستمرة للجان الضباط الاحرار، يعود الى منزله في ساعة متأخرة من الليل لا لينام بل ليعمل من جديد"، واستطرق في الحديث عن عبد الناصر وكيف انهى مظالم 600 سنة من الحكم التركي والفرنسي والبريطاني من خلال قيادته لثورة يوليو، وعبر السادت عن مشاعره ومشاعر الضباط الاحرار تجاه عبد الناصر من صداقة عميقة واحترام متبادل، وافرد فصلا كاملا لتوضيح صفات ومزايا عبد الناصر فقال "كان صادقا مع ربه ونفسه، يحاسب نفسه دائما اقسى واعنف حساب في الوقت الذي يتلمس فيه لغيره كل ابواب العفو والغفران، يحفظ العهد ويصدق الوعد ويخلص الود، ويتقي ربه في سره وعلنه ولذلك ايده الله وناصره، كما كان هادئ الطباع، يعرف ما يريد تماما وهو لا يصمم الا بعد تفكير وروية فاذا صمم فان قوى الارض كلها لا تثنيه عن ذلك التصميم".


عبد الناصر المستهدف:

وتطرق السادات في ذكرياته الى نظرة الغرب لعبد الناصر، فكان الغرب يعتبره مثير للمتاعب ولا يقبل المساومة بالاضافة الى انه دكتاتوري لا يأخذ برأي أحد، وذلك تحديداً بعد ان امم قناة السويس، وبدأ العدوان الثلاثي على مصر ولم يحقق هدفه فلجأت امريكا الى تجميد ارصدة مصر، ورفضت ان تبيع القمح والدواء لمصر لتفرض حصار اقتصادي تقوم بمقتضاه باسقاط عبد الناصر الذي كان هو هدف العدوان البريطاني والفرنسي، بعد ان اضطر البريطانين الى الجلاء عن مصر عام 54 بعد قيام الثورة، وانتقل بنا السادات الى محاولة شراء الاسلحة من امريكا التي ماطلت مصر لمدة 3 سنوات، ولم ترسل قطعة سلاح واحدة، بالاضافة الى بريطانيا التي تسلمت ملايين الجنيهات من مصر ولم تورد الا جزء ضئيل من السلاح، ومن ثم تم عقد صفقة الاسحلة المصرية التشيكية، التي كانت لطمة مذهلة لاميركا وبريطانيا، ثم أتت أزمة البنك الدولي وقرض بناء السد العالي، كانت امريكا تحاول بكل الطرق التخلص من عبد الناصر، فحاولت حث الشعب المصري على التخلص منه وبذلك ستفتح خزنتها لمد مصر بقرض بناء السد العالي، وغيرها العديد من المشاريع، فكانت المؤامرة تنسج دولياً حول عبد الناصر لاضعافه واسقاط الثورة، فاعتذرت امريكا عن تقديم القرض ومن ثم اعتذر البنك الدولي بعد ان ارسل موافقته التي يشيد فيها بسلامة المشروع وبسلامة اقتصاد مصر، وبادرت بريطانيا ايضا الى سحب معونتها، كان هدف امريكا وبريطانيا الاطاحة بالثورة المصرية التي ادت الى التحرر والاستقلال، ورفضت كل اشكال السيطرة الاجنبية، بالاضافة الى مقاومة الثورة لحلف بغداد ورفضت المساومة على حقوق الفلسطينين، ولانها اشترت السلاح من الكتلة الشرقية، وتضامنت معهم فرنسا التي كانت ترى ان مستقبل الجزائر يقرر في القاهرة، فاذا قضي على الثورة في مصر، سيقضى عليها في الجزائر.


وظل عمك جمال يا بني في كل هذا رابط الجأش صلب الادارة لا يساوم...

عبد الناصر يعلن تأميم القنال


افرد السادات في كتابه فصلا لما اعتبره اعظم قرار قامت به الثورة ممثلة بقائدها جمال عبد الناصر، وهو تأميم قناة السويس، التي كانت تمثل ابشع نصب دولي في القرن 19، حفرتها مصر بايدي مصرية بالسخرة ومات منهم الالاف، انفقت مصر 16 مليون جنيه من اصل 18 مليون لشق القناة، ومع ذلك كانت شركة قناة السويس تستولي على 20 مليون جنيه ارباحا سنوية ولا تأخذ مصر الا رسما صوريا لا يتجاوز المليون، فوقف عبد الناصر في الاسكندرية وفي خطابه السنوي اعلن تأميم قناة السويس في الوقت نفسه كانت السلطات المصرية تتسلم المرفق، فكان القرار رد اعتبار لكل مصري، الذي كان من تداعياته العدوان الثلاثي على مصر، الى ان كان يوم 23/12/56 وانتهى العدوان بانسحاب بريطانيا وفرنسا من بورسعيد هذه المدينة الصغيرة التي صمدت لجيوش واساطيل بريطانيا وفرنسا.

ويكتب السادات الى ولده عن بطولة عبد الناصر في مواجهة الغرب، قائلا: "وظل عمك جمال يا بني في كل هذا رابط الجأش صلب الادارة لا يساوم ولا تزلزله او تنال منه الاحداث، هذا عمك جمال يا ولدي.... انتصرنا به بقيام الثورة وجلاء الانجليز وفي معركة احتكار السلاح، انتصرنا بالشاب الاسمر ومن وراءه شعب مصر بتأميم القناة". وبهذه العبارات الحميمة أنهى السادات ذكرياته.



-
-
-
صابر عباهره ابو سامر
-


--
-






-

كل الحب والاحترام مشرفتنا الغاليه اميرة النيل
انا ممن يعتز ويحترم الرئيس الراحل عبد الناصر ( ابو خالد ) رحمه الله
ونعتز ايضا باخوتنا المصريين وكل اخوتنا العرب
شكرا لك على اهداء الكتاب
وهذا معروف لن انساه لكِ ابدا
جزاك الله كل خير
-

-
-
ابو سامر
-

السلام عليكم
موضوع قيم جدا و شخصيات تاريخية مميزة
و كتاب رائع يضم الى كتاب السادات البحث عن الذات
تحياتي لك اخي صابر

سعد الدين كتب:

السلام عليكم
موضوع قيم جدا و شخصيات تاريخية مميزة
و كتاب رائع يضم الى كتاب السادات البحث عن الذات
تحياتي لك
اخي صابر

تعليق جميل أخي سعد الدين
اتمنى ان ارى مشاركاتك هنا من جديد
.
تحياتي لك
.
.
ابو سامر



.