[:::القادمون في تراتيل الأقصى والشهادة :::]
يعجز الكلام عن البوح .. يجف الحبر ويشقق رداء البياض ويتمنع عن كتابة احرف تختلس مدادها من قلب يغافلك ليهرب من اضلاعه ويصرخ عالا .. في ليل الصمت الكالح المريب ..
دمك هو المطلوب .. دمك هو الملاحق .. زرقة البحر في عيون اطفالك .. حديث الوطن والحزن والارض في نهوض الجسد من جراح اثخن بها . يعود الجسد الي حضن امه .. ترتل فوق انفاسه عطر بارئها .. وتطيبه في دمعة تهوي ببطء على بيدر احرقه الغزاة .. ترمق البنادق المصوبة نحو انفاسنا .. نحو آخر شجرة لم تزل واقفة .. ترمق الغزاة .. وترمي عليهم غضب التاريخ .. وعواصف البلاد .. تطيب جرحك .. تطيبه بصلاة تعيد الروح الي حقل امانها .. كم من الحزن بقى .. كم من البلاد تشقى .. كم من الرجال ينهض وانت تشلاع صدرك لطعنات الرماح في ساحة الحرب .. كأنك ولدت في ليلة الوغى تحمل رمحا من عهد الرجال القادمين من حنطة القرى .. يحملون وعد الحق في جور الظلم ونفور ذوي القربى .. كأنهم يسرجون جيادهم ولا يصلون ,,
كأن الصحراء تبتلع خطاهم فلا يعودون من ناي البراري ونداء التكبير المرصع بصباح الاقصى الصاعد نحو سدرة المنتهى ... كأن الدم الطري يعيد رائحة الارض بخورا طالعا من حشائش الروح .. انهم يتركون خلفهم اشياءهم .. ويزحفون صعودا بكل جوارحهم نحو التماهي بتراب يعلم سر القداسة والشهادة المتبتلة نحو السماء تحميها ملائكة تخفف من وجع الجرح ، وتبسمل علي اخضرار الدم المورق أبدا في صباح الشهداء ..
كم من الحزن يبقى
كم من البلاد تشقى
كم من الامهات يبكين ابناءهن في وطن الانبياء
يعجز الكلام عن البوح .. يجف الحبر ويغافلك ليهرب من اوراقك البيضاء .. يناديك الشهداء يناديك الراحلون : قف . انظر الي ارضنا .. انظر الي جرحنا .. انظر الي وجوهنا لم نزل في هيئتنا الاولى ..
لم نتبدل .. لم يزل جرحنا نازفا ..
احمل وصايانا احملها واعطها للتراب واسقها بالصلوات .. ستكبر وتورق علي ضفاف القلب وطنا لنا سيكون .
-
-
-
منقول
-
-
-