الذي يحدث في غزة بالصورة المجرّدة مذبحة حقيقية، حلقة من حلقات الحرب العنصرية الاحتلالية المفتوحة على فلسطين منذ القرن الماضي، والذي يحدث في غزة هو استكمال لحلقات المؤامرة الاستراتيجية ضد الشعب العربي الفلسطيني وأرضه ومقدراته، وجزءً من الحرب الاستعمارية على المشرق العربي والإسلامي، باختصار هو حلقة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، نحن ليس لدينا شك في نوايا العدو، وليس لدينا أوهام في تغيرات استراتيجية على الكيان الصهيوني المغتصب نحو التنازل عن صلب النظرية الصهيونية التي لا تزال فاعلة، لكن لدينا عدة يقينيات للأسف عن تنازل الأمة عن شرفها وكرامتها وحريتها ودورها الحضاري والإنساني من بوابة فلسطين، العالم لم يتعلّم بعد أن استقراره في العدالة ولو النسبية في فلسطين لتمكين هذا الشعب من حقوقه الوطنية العادلة والمحقة والمشروعة وهي أدنى الممكن، وأن الحرب والكوارث والإرهاب فيه مستمر طالما فلسطين لم تحصل على حقها، المعركة هذه المرة فرضت علينا، ومع ذلك لن نتخلى يوماً عن واجبنا ولا عن دورنا التاريخي والقومي والوطني والإنساني، نحن سنبقى على ذات الرسالة وذات المعنى الذي أراده الزعيم الراحل أبو عمار لبني شعبه في شعاراته الخالدة، نحن مشاريع شهادة ، نحن نذهب للقدس شهداء بالملايين، ومع كل ذلك نحن نرى الضوء في آخر النفق، ولو أن كل الأنفاق تستهدف اليوم، فهذا الضوء روحي وليس فيزيائي، والعدو يجهل هذه القيمة، نحن سنقاتل ونقاوم في الوقت الذي نبني ونعيد البناء، سنصمد ونطالب بحقنا عبر الأجيال، ولن نرفع للعدو راية استسلام من أي نوع، فالألوان فقدت معناها في فلسطين، اليوم فلسطين لونها أحمر،هذا ما يحدث في غزة.
-
-
-
-
منقول