كبوةُ فارسْ
كنتُ إنساناً كأي إنسان من هذه الخليقة
أنا وسيلُُ ُ مِنَ الذكريات
لا يعرف قاموسي سوي التمرد والعناد
كنتُ أطُوفُ هُنا وهُناك بل في كُلِ ِ البلاد
طريداً
شريداً
هارباً
لا أعرفُ ملجأ أتواري إليهِ
ماذا أفعل ؟ أين أذهب ؟ !
لقدْ سئمتُ نمط حياتي وقررتُ أن أعيشَ كالعباد
أبحثُ عن حُب غير مُعتاد
بدأت الأفكار تتسارع إلى ذهني
وتتبادر إلي أن يكون حُب بلا عناد
كأنا بلا جواد
لا يرهقهٌ التعب والسهاد
لا يجملهُ إلا الشوق بالفؤاد
يفرحُ بي وأنا قريب ويحزنُ وأنا بالبعاد
ويتجددُ الهيام بلقائنا كُل صباح ٍ جديد
مع إشراقةِ شمسِ ٍ تُنادي من بعيد
وبالمساءِ أملُ يزيد
إنني عطشتُ مِن حُبكِ
ومازلتُ ظمآن
فهل من مزيد !
قررتُ أن اقطع الصحراء بفرس ٍ مِنَ الأمل
دونَ ٍ كلل أو مللِ
علني أجد هذا القلب الفريد
وأعيشَ معهُ العُمرَ المديد
بينما أنا أترجلٌ عن الفرس
إذ بفتاة بريئةُ المنظر
جميلةُ المظهر
سمراءُ المشعر
فاتنةُ القوام
ما هذه أيعقلُ أن تكون حورية من السماء ؟
كيف ذلِكَ يكون ! والحورُ لا يراها إلا شهيدُ الدماء
سألتهُا من أنتِ ؟
فترددت بالإجابة ولازمها الصمتْ
فقلتٌ السؤال كرة أخرى
فأجابت : أنا مُنى
توقفتُ عن الكلام
وكإنني أصبحتُ خريسَ اللسان
غرقتُ وأنا أسبحٌ تأملاً عيناها السوداوان
وطربتُ بصوتها الذي كالكروان
نظرتُ لها وقلبي أصبح يخفق بقوة
أيعقلُ أن يُحب هذا القلب العتيد
حاولتُ أن أفكر بشيء آخر
لأُبعد هذا التفكير ولكن دونَ جدوى
إنها سهامُ الحُب ورماح العشق
تسللتْ إليَ غدراً
واغتالت كُل مظاهر العناد
هذه كبوتي أأكملُ المسير وأقابل الحُب بالبعاد !
.
منقول
.