[color=blue]
الفرق بين المثل والحكمة
الامثال
كل جيل تسبقه أجيالا ويمر عبر السنين وتبقى لنا تجاربه وحكمه على شكل أمثال او حكم
الأمثال تعبير عفوي عن موقف أو حدث وتتغير من مكان الى اخرحسب العادات والتقاليد
وهناك امثال تشبة الحكمة ولكن لابد ان نفرق بين المثل والحكمة
ونقول مثلا" وهو تعبير عن موقف معين للتشبيه بما حدث
فالمثل يتغير مع الزمان وحسب المكان
لان العادات والتقاليد تختلف من بلد لاخر
والمثل ينطق به اى احد اى ممكن ان يؤلف اى شخص المثل
سوى ان كان جاهل او متعلم او على اى مله
لكن الحكمة لاتخرج سوى من المؤمن الذى انعم الله عليه بها
والامثال
ما يقصد به سوى الانتباه والحذرويحمل بعض السخرية
او المجاملة او الهزل الذى لاتجده ابدا" فى الحكمة مثل
أموت في محبوبي لو كان عبد نوبي
الصلح بعد العداوة أطيب من الحلاوة
الصاحب اللي ما ينفعني في حياتي ما ينفعني بعد مماتي
الله يخلي أختي وأخويا أشم فيهم ريحة أبويا
جوزك يحبك غنيه وجيرانك يحبوكي سخيه زأهلك يحبوكي متهنيه
حبيبك من تحب لو كان دب
وهكذا
اما الحكمة فهى اساس لتربية النفس
وتعتمد على قواعد ثابتة لاتتغير مع الزمان
قال تعالى في سورة لقمان : ((وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ * وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ )).
ثم ساق الحديث إلى قوله : فعجبت الملائكة من حكمته واستحسن الرحمن منطقه فلما أمسى وأخذ مضجعه من الليل أنزل الله عليه الحكمة فغشاه بها من قرنه إلى قدمه وهو نائم وغطاه بالحكمة غطاءاً , فاستيقظ وهو أحكم الناس في زمانه وخرج على الناس ينطق بالحكمة.
( تفسير علي بن إبراهيم ) عن حماد قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن لقمان وحكمته التي ذكرها الله عز وجل السلاطين لعزتهم بالله وطمأنينتهم بذلك ويتعلم ما يغلب به نفسه ويجاهد به هواه وكان يداوي قلبه بالتفكر ويداوي نفسه بالعبر وكان لا يتكلم إلا فيما يعنيه. فبذلك أوتي الحكمة , وأن الله تعالى أمر طوائف من الملائكة حين انتصف النهار وهدأت العيون بالقابلة: فنادوا لقمان حيث يسمع ولا يراهم فقالوا : يا لقمان هل لك أن يجعلك الله خليفة في الأرض وتحكم بين الناس ؟ فقال لقمان: لقد أمرني ربي فالسمع والطاعة , لأنه إن فعل بي ذلك أعانني وعلمني وعصمني وان هو خيرني قبلت العافية , فقالت الملائكة : يا لقمان لم قال: لأن الحكم بين الناس بأشد المنازل من الدين وأكثر فتناً وبلاءاً.
ثم ساق الحديث إلى قوله : فعجبت الملائكة من حكمته واستحسن الرحمن منطقه فلما أمسى وأخذ مضجعه من الليل أنزل الله عليه الحكمة فغشاه بها من قرنه إلى قدمه وهو نائم وغطاه بالحكمة غطاءاً , فاستيقظ وهو أحكم الناس في زمانه وخرج على الناس ينطق بالحكمة.
فالحكمة طريق السلام والنجاة من كل شىْ ...اما المثل فهو خبرت تجارب الزمان والمكان وياخذ قليل من الحكمة ولكن به شوائب اما الحكمة ليس بها اى شوائب فهى نقية مثل الثلج وكنز الانسان فى الارض ومفتاح الجنة
له ومن حكم لقمان لاْبنه
وكان فيما وعظه أن قال: يا بني انك منذ سقطت إلى الدنيا استدبرتها واستقبلت الآخرة فدار أنت إليها تسير أقرب إليك من دار أنت عنها متباعد .
يابني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك ولا تجادلهم فيمنعوك وخذ من الدنيا بلاغاً ولا ترفضها تكون عيالا على الناس .
وصم صوماً يقطع شهوتك ولا تصم صياماً يمنعك من الصلاة أحب إلى الله من الصيام .
يا بني إن الدنيا بحر عميق قد هلك فيها عالم كثير , فاجعل سفينتك فيها الإيمان واجعل شراعها التوكل واجعل زادك فيها تقوى الله , فإن نجوت فبرحمة الله وإن هلكت بذنوبك .
يا بني إن تأدبت صغيراً انتفعت به كبيراً , يا بني خف الله خوفاً لو أتيت ببر الثقلين خفت أن يعذبوك , وارج الله رجاءاً لو وافيت القيامة بذنوب الثقلين ورجوت أن يغفر الله لك.
فقال ابنه : يا أبة وكيف أطيق هذا وإنما لي قلب واحد فقال يابني لو استخرج قلب المؤمن فشق , لوجد فيه نوران , نور للخوف ونور للرجاء , لو وزنا ما رجح أحدهما على الآخر مثقال ذرة .
يابني لا تركن إلى الدنيا ولا تشغل قلبك بها , فما خلق الله خلقاً هو أهون عليه منها , ألا ترى أنه لم يجعل نعيمها ثواباً للمطيعين ولم يجعل بلاءها عقوبة للعاصين.
الحكم كثيرة ولوبحثنا عنها سنجدها فى كلام الرسول صلى الله عليه وسلم
وفى كلام اصحابه فالاخذ بالحكمة افضل من الامثال عندى
اكرمكم الله بالحكمة وهداكم اليها ونفعكم بها
آمين
[/color]
.[b]