الحساسيه
يمكن تعريف الحساسية وبصفة عامة على انها ردة فعل الجسم التي تحدث تغييرات كيميائية وفسيولوجية نتيجة لتعرضه إلى مؤثرات خارجية أو داخلية وموجودة في البيئة بما يترتب عليه ظهور أعراض تعتمد على المكان الذي حدث فيه المؤثر، مثل طفح أو بثور أو تسلخات جلدية مصحوبة بالشعور بعدم الراحة والحكة وأعراض أخرى.
الفرق بين حساسية الأنف والزكام
تعد حساسية الأنف من أشيع أنواع الحساسية، وتتشابه أعراضها مع الزكام العادي. بيد ان الفرق بين الحساسية والزكام هو أن الأخير يستمر من 7 إلى 10 أيام، بينما تستمر الحساسية لفترة طويلة قد تمتد لسنوات وعادة ما تصحبها حساسية في العين وحكة في الفم والجلد. ومن ناحية أخرى، يكون سائل الأنف في الزكام سميكا وذا لون اصفر، أما في حالة الحساسية فيكون شفافا وسائلا بغزارة.
ماذا يحدث؟
يعتمد ذلك على قوة المؤثر وعلى مدى ردة الفعل والتغييرات الكيميائية والفسيولوجية التي يتصدى بها الجسم لذلك المؤثر. وبشكل عام يتصدى جهاز المناعة للمثيرات وللجراثيم ولأي جسم غريب من خلال زيادة نشاط وكمية خلاياه الليمفاوية التي تتجمع لتقاوم المؤثر عن كثب. وللعلم، فان مقدار زيادة النشاط يكون بقوة تأثير المؤثر. ونتيجة لذلك الصراع بين الخلايا الليمفاوية والمثير أو المؤثر، تحدث التغييرات التي تنتج عنها أعراض الحساسية المختلفة.
أعراضها
وتنتج عن الحساسية أعراض مختلفة ومتفاوتة، من أهمها:
- الحكة.
- العطاس.
- الاكزيما (الجلد الملتهب أو الذي تشعر بحاجة إلى حكه بصورة قوية).
- الزكام المتكرر.
- ضيق النفس.
- ردود فعل قوية تؤدي إلى الصدمة أو حالة خطرة.
تفاوت حدتها
بعكس ما يعتقد البعض، فقد تنتج عن الحساسية أعراض حادة وتؤثر في أجهزة الجسم بشكل قد يهدد الحياة. ولذا فيمكن تقسيم الحساسية بحسب شدتها إلى:
أ ــ الحساسية الحادة
وأعراضها: احمرار مساحة واسعة من الجلد وظهور بثور أو فقاقيع، وعادة ما ترافقها حكة قوية وقد تتسلخ. وقد تصحبها أعراض أخرى مثل ارتفاع درجة الحرارة وألم في المفاصل.
بيد ان الحساسية الحادة لا تلبث مدة طويلة إلا إذا استمر التعرض للمؤثر. فهنا تارة يتغلب المؤثر وتظهر الحساسية الحادة وتارة أخرى قد يتغلب الجسم فتخف حدة الحساسية. وإذا كان المؤثر بسيطا وكانت النتيجة لمصلحة جهاز المناعة فستتغلب مقاومة الجسم سريعا وتبدأ أعراض الحساسية الحادة في الانحسار تدريجياً، ويخف الطفح الجلدي والأعراض الأخرى المصاحبة لها.
ب ــ الحساسية المزمنة
يستمر هذا النوع من الحساسية لمدة طويلة، قد تمتد لسنوات عديدة قبل أن يتخلص الجسم منها، إما بجهد ذاتي وإما بالعلاج الطبي أو الامتناع عن التعرض لذلك المؤثر. ومن الممكن أن تظهر الحساسية المزمنة منذ البداية أو قد تتبع الحساسية الحادة. ويعاني المصاب بها من حكة مزمنة تزداد نتيجة للهرش المستمر لجلد المنطقة المصابة وعادة ما ترافقه أعراض أخرى، مثل ضيق التنفس وأعراض حساسية بالأنف والعين مثل العطس المستمر والدمع وسيلان الأنف.
ما المؤثرات التي تسبب الحساسية؟
يمكن أن يؤدي أي مؤثر داخلي أو خارجي إلى ظهور مرض الحساسية خلال أي مرحلة في العمر. فقد يكون المسبب لها مادة يتم تناولها مثل الغذاء أو العقاقير أو مادة يتم استنشاقها من خلال الأنف أو الفم مثل الغبار أو حبوب اللقاح أو مادة تلامس الجلد مثل المواد الكيمائية أو مادة تحقن بالجسم مثل البنسلين.
و الجدير بالذكر، ان فترة الرّبيع تعد الفصل الرئيسي لانتشار الحساسية بسبب تفتح الأزهار وبزوغ النباتات وانتشار غبار الطلع والحشرات المجهرية التي تعيش على جلد الإنسان. ولكن، في بعض الأحيان لا يمكن تحديد المسبب، على الرغم من إجراء العديد من الفحوصات المخبرية أو اختبارات الحساسية المختلفة.
ما الأجسام المضادة؟
الأجسام المضادة هي بروتينات يكونها الجسم كالأجسام المضادة لتحارب الدخلاء، سواء كانت من مسببات الحساسية أو من الأجسام الغريبة والجراثيم. وللعلم، فعند التعرض للأجسام الغريبة لأول مرة يقوم جهاز الجسم المناعي بتكوين أجسام مضادة لها، والتي تتعرف عليها وتزداد كميتها وقوتها مع تكرار التعرض لها. وعليه، في بداية الحساسية يمكن ألا تحس بأي تفاعل للجسم، ولكن مع زيادة تكون الأجسام المضادة تبدأ في الشعور بأعراض التفاعل التحسسي.
الأزمة الربوية التحسسية
فد تحفز الحساسية حدوث أزمة ربوية تحسسية، بما يؤدي الى الإحساس بضيق في الصدر مع صعوبة في التنفس وصوت صفير أثناء التنفس. ويعّرف هذا التفاعل التحسسي على أنه العملية الدفاعية أو الهجومية التي يخوضها الجسم عندما يحس بوجود مسببات الحساسية.
ماذا يحدث؟
عندما يحس الجسم بوجود المسببات للحساسية يقوم بتكوين أجسام مضادة والتي بدورها تقوم بالالتصاق بالخلايا السارية Mast Cells حتى تفرز محتويات الحبيبات الموجودة داخلها وإطلاق مادة كيميائية هي الهيستامين Histamine. ويقوم الهيستامين بالعمل على انقباض عضلات الشعب الهوائية بالرئتين، مما يؤدي إلى تضييقها. كما ان له تأثيرا موسعا للأوعية الدموية بما يؤدي إلى خفض ضغط الدم. بالإضافة الى تأثيرات فسيولوجية أخرى. لذا فيعد الهيستامين المادة المسؤولة عن التفاعل التحسسي. وعليه، فيفيد استخدام العقاقير الطبية المثبطة لإفراز مادة الهيستامين (مضادات الهيستامين).
هل الحساسية خطرة؟
العلاج: الحساسية غير خطرة، مع أنها قد تجعل الحياة بائسة عند بعض الناس، لكن هناك أعراضا قد تهجج الحياة مثل الصدمة والعوار Anaphylaxis اللذين يعتبران من أخطر أنواع الطوارئ الطبية ويحتاجان تدخلا طبيا سريعا.
كيف تتفادى المثيرات؟
لن تستطيع أن تمنع أو تتفادى التعرض لجميع مسببات الحساسية أو منعها من دخول بيتك. ولكن يمكن من خلال التالي ان تقلل هذه الفرصة وبما يقلل فرصة الإصابة بنوبات الحساسية:
• المحافظة على النظافة الشخصية ويشمل ذلك غسل اليد المتكرر والاستحمام يوميا لتنظيف الجسم والشعر من الغبار ومن أي مثير. كما يشمل ذلك غسل الملابس بصورة منتظمة وترك الأحذية خارج المنزل.
• إذا كانت لديك حساسية موسمية من النباتات والأزهار، فأغلق النوافذ في موسم الحساسية واستعمل مرشحا جيدا ينظف الهواء ويمنع دخول الغبار وحبوب اللقاح.
• استعمل الخشب أو الرخام أو أسطح السيراميك للأرضية بدلا من السجاد. فهي سهلة التنظيف ولا تعلق أو تتخلل فيها الشوائب وذرات الغبار.
• قلل من فوضى الكتب والخردوات، حيث إن الغبار والجراثيم تتراكم بينها.
• تجنب الحيوانات الأليفة ولا تدخلها المنزل إلا بعد غسلها جيدا، ولا تدعها تنام في فراشك أو تستخدم أدواتك الشخصية مثل الأطباق والأغطية.
• حافظ على نظافة المنزل، فمن الضروري تغيير ملايات الفراش والوسادة وأي من أغطية الطاولات باستمرار.
• حافظ على نظافة الحديقة، ويشمل ذلك رش المبيدات على الأشجار والنباتات الداخلية.
ــ انتبه للاصقات المعلومات الغذائية: حيث تلزم إدارة الأغذية والأدوية الأميركية الشركات المصنعة للمواد الغذائية على وضع ملصق على علب الغذاء يحتوي على المعلومات الغذائية مع الوصف لكل مكون في ذلك المنتَج. وهو مصدر ثمين للمعلومات لمن يعانون م.ن حساسية تجاه أنواع محددة من الغذاء.
بعض أنواع المثيرات
1 ــ المواد الغذائية
المعلبات (من تأثير المواد الغذائية نفسها أو تلك الداخلة في عملية التعليب).
المواد الغذائية الملونة لبعض الأغذية والمشروبات.
بعض أنواع البروتينات مثل الأسماك، الأجبان، البقوليات البيض وغيرها.
بعض المشروبات مثل عصير المانغو والفراولة والكولا.
2 ــ الملابس والمفروشات
- كالصوف، الحرير، النايلون والريش.
3 ــ العقاقير الطبية
- تشمل أنواعا كثيرة منها، الدهانات والعقاقير والحقن، ومن أشهرها مركبات البنسلين.
4 ــ العطور ومواد التجميل
5 ــ المعادن
- مثل الذهب، الكروم، الحديد والنحاس.
6 ــ مشتقات البترول
- مثل الديزل والبنزين والقار.
7 ــ المطهرات والمنظفات
- كأنواع الصابون المختلفة وغيرها.
8 ــ الحشائش والشجيرات والأزهار وبعض أنواع الطحالب
9 ــ مواد البناء
- كالأسمنت والدهانات المختلفة.
10 ــ الغبار
- ذلك لتواجد الفطريات وحشرة العث في الغبار، وهو ما يفسر كثرة الحساسية في البيوت القديمة والأماكن المهجورة.
العلاج
يجب هنا التشديد على أهمية علاج الحساسية، لكونها تؤثر في إنتاجية الإنسان وأدائه اليومي، وقد تقوده الى أمراض أخرى مثل التهاب الأذن والربو. ويتخذ العلاج هنا عدة خطوات وهي:
الخطوة الأولى: علاج تحفظي
يمكن للمريض التخلص من أعراض الحساسية من خلال تفادي المثيرات والابتعاد عنها. ولذا، يجب أولا زيارة اختصاصي الحساسية، ليقوم بجمع المعلومات وإخضاع المصاب لاختبارات الدم حتى يتعرف على نوع الحساسية ومسبباتها. وعلى ضوء هذه المعلومات يتم وضع خطة للمريض لتجنبه التعرض للمسببات مرة أخرى. ومن جانبها، تنصح إدارة الأدوية والأغذية الأميركية بعدم التعرض لمسببات الحساسية، من خلال اتباع إجراءات وقائية تضمن خلو محيط المصاب من المثيرات. وتشمل هذه: وضع منظف هواء في الغرف وتغيير أغطية السرير يوميا والكنس بالمكنسة الكهربائية لإزالة الغبار والاستعانة بقطرات العين والأنف، حتى يعتاد المصاب على ذلك، وبالتالي يتغلب على نوبات الحساسية.
الخطوة الثانية: علاج عقاقيري
تمكن الاستعانة ببعض أنواع الأدوية لعلاج أعراض الحساسية، مثل صعوبة التنفس أو الحك. كما تستهدف أدوية أخرى مجموعة الاعراض المصاحبة للحساسية، مثل تلك المرتبطة بحساسية حمى القش، ومن ضمن ذلك زكام الأنف والعطس وتدمع العيون. وتتوافر أدوية الحساسية بعدة أشكال، من ضمنها الأقراص، والبخاخات الأنفية، والسوائل، والقطرات، والكريمات الموضوعية. ومن أكثر أنواع أدوية الحساسية شيوعاً:
• مضادات الهيستامين. antihistamine وتستعمل لمعالجة وتخفيف أعراض الحساسية تدريجيا مثل العطس، وزكام الأنف، والحكة وتدمع العيون. وللعلم، فهي أكثر فاعلية عندما تؤخذ من ثلاث إلى خمس ساعات قبل التعرض للمسبب، أَو بشكل منتظم. وللعلم، فعادة ما يكون لهذه العقاقير بعض الآثار الجانبية مثل الخمول والنعاس، وعليه فينصح بعدم قيادة السيارة بعد تناولها، مما يفسر تفضيل أخذه قبل النوم
• مخففات الاحتقان. تستعمل هذه الأدوية لتخفيض الاحتقان الأنفي، والتورم، حيث تعمل على تقليص الأنسجة الأنفية المنتفخة، بما يقلل ويمنع من إفراز المخاط. ومن أشهر البخاخات عقار epinephrine، الذي يساعد في فتح قنوات التنفس بسرعة.
ــ من جانب آخر، فهناك بخاخات مشتقات الصوديوم cromolyn sodium، التي تسهم في تلطيف أعراض حساسية الأنف. ونظرا لامان استخدامها فتعد الاختيار الانسب للأطفال.
• مضادات الالتهاب الخالية من الستيرويد مثل: ibuprofen Advil ادفيل (أيبوبروفين) وnaproxen Aleve (نابروكسن). وتستعمل هذه لتخفيف الألم والالتهاب المرتبط بأعراض. الحساسية.
ــ بخاخات وعقاقير تحتوي على الستيرويد steroids. وعادة ما تؤخذ هذه لأسبوع على الأقل قبلما يبدأ مفعولها في إخماد أعراض الحساسية
• موسعات الممرات الهوائيةBronchodilators. وتستعمل غالبا لمعالجة أعراض. التسارع والصعوبة في التنفس، وتشنجات الصدر. حيث تسبب توسعا وفتحا للقنوات التنفسية المغلقة فترخي عضلات الجهاز التنفسي المشدودة. كما انها فعّاله في تخفيف مخاط الرئتين وتسهيل خروجه عن طريق السعال.
ــ توجد عقارات لمعالجة أعراض الحساسية الخطيرة المعروفة بالصدمة anaphylactic.
الخطوة الأخيرة: معالجات أخرى:
ــ الحقن المضادة للحساسية. تسمح هذه لبعض الناس. من التغلب على أعراض الحساسية اتجاه مسبب معين حيث يمكن عن طريق أخذ سلسلة من الحقن على مدى سنوات، ان تصبح عندهم مناعة بشكل تدريجي تجاه كميات اكبر من مسببات الحساسية ولكن نجاح هذه الطريقة غير مضمون وهناك بعض المخاطر. فقَد يواجهون ردود أفعال حادة.
ــ الجراحة. قد تكون أحيانا أفضل شكل للمعالجة، اعتمادا على أعراض الحساسية. على سبيل المثال، يمكن إجراء تصريف لسائل. الأذن لمعالجة إصابات الأذن. التحسسية.
ــ العلاج المكمّل والبديل، ويشمل ذلك العديد من «العلاجات المنزلية التي تشمل الشاي والأغذية والأعشاب»، والطب البديل، ويتضمن ذلك العلاج بوخز الإبر، والطب الصيني التقليدي. ولكن يجب أن تستشير الطبيب قبل محاولة أي شكل من المعالجة البديلة.
>
نقلت الموضوع للفائده
.
.
صابر الحاج محمود عباهره
اليامون .