الذي يستعمل يده الييسار ..ألأشول او الاعسر .
الأعسر أو الأشول أي الشخص الذي يستخدم يده اليسرى أكثر من يده اليمنى في عمل الأشياء الأساسية في الإمور الشخصية
أثبت العلم أن تركبية الأعسر البيولوجيه جعلت منه بارعا ًفي علم الرياضيات وكافة أنواع الرياضة البدنية التي تتطلب مجهودا عاليا
تقول التقارير أن 60 % من الأطفال الأعسريون يبرعون في المواد التي تتطلب جهدا ذهنيا وجسمانيا وكان الاهل والمربون فيما مضى يربطون يد الطفل الأعسر خلف ظهره ليجبرونه على استخدام اليد اليمنى مما يتسبب في معاناته وعناده وكرهه لما يفعل
هذه طبيعة وتركيبة بيولوجية خلقه الله عليها ..ولا ضرر ابدا عليه منها بل على العكس فإنها سوف تكون مستقبلا مدعاة لنبوغه في عدة مواد دراسية تحتاج ذهنا متقدا وذكاءً عاليا ..
ويقول العلماء ربما يكون الأعسر متميزا في مهن معينة مثل الموسيقى وعلوم الرياضيات و يكون متفوقا رياضيا في العاب مختلفه مثل المبارزة بالسيف والتنس والكريكيت والبيسبول..
يعتقد علماء فرنسيون بأن الشخص الأعسر هو أكثر قدرة على المواجهة وله ميزة قتالية تفوق الشخص الذي يتعامل بيده اليمنى.
وفي دراسة أجراها فريق من العلماء الفرنسيين نشرت في مطبوعة علمية قالوا أن الأعسر بطبيعته لديه قدرة أكبر على البقاء في المجتمع الذي يطغى عليه العنف..
و أوضحوا أنه نظرا لأن الأعسر يعتبر نفسه من الأقلية لذلك تكون دائما لديه ميزة إستراتيجية عند القتال .و لم يكتشف العلم للأن الأسباب التى تؤدى الى العسرحيث أنها تعتبر حالة جسدية تجعل الشخص يستعمل تلقائياً يده اليسرى بدلاً من اليمنى ولكن قد يرجع هذا لأسباب جينية وراثية .
حيث أن هناك دراسة علمية أجريت على 270 جنيناًَ (من عمر 3 الى 9 أشهر) وأظهرت أن حوالى 92% منهم يضع أصبعه الأيمن في فمه حتى قبل أن يولد.
دماغ الأعسر :
الشخص الذي يستخدم يده اليسرى هو عادة ما يتحكم به الفص الايمن من الدماغ حيث أن دماغ الانسان ينقسم الى كرتين منفصلتين - يربط بينهما جسر عصبي ضخم.. وكل نصف يهتم بوظائف ومواهب معينة وغالباً مايسيطر أحدهما على تصرفات الانسان. ويمكن بسهولة تحديد النصف المسيطر بتحديد اليد الاكثر استخداماً؛ فان كنت من مستعملي اليد اليسرى فهذه اشارة الى أن دماغك الأيمن المعاكس هو النصف المسيطر في رأسك. وان كنت من مستعملي اليد اليمنى فهذه اشارة الى سيطرة النصف الأيسر على تصرفاتك..
ومن المعروف أن نصف الدماغ الايسر يتحكم بالعمليات المنطقية والتحليلية كتعلم الرياضيات واللغة والمنطق؛ في حين أن نصف الدماغ الأيمن يتحكم بالعمليات الوجدانية والتعبيرية كالفنون والآداب والموسيقى.. وبناء على هذه التقسيمات أو التخصصات يمكن القول أن النصف الايسر هو النصف المسيطر لدى المهندسين ورجال الاعمال وعلماء الرياضيات. في حين أن النصف الايمن هو الجانب المسيطر لدى الفنانين والشعراء والادباء..
وعليه يمكنك التنبؤ بأن الطفل الاعسر سيكون اكثر تفوقاً في الخطابة والارتجال وتعلم اللغات..
فرغم ان مركز اللغة يوجد في الجانب الايسر إلا أن الطفل الأعسر يستعين ايضاً بنصف الدماغ الأيمن لتطوير مهاراته اللغوية والتعبير عن أفكاره بشكل افضل.. ورغم أن مستعملي اليد اليسرى يشكلون أقلية في اي مجتمع لاتتجاوز العشرة بالمائة الا انهم يشكلون تقريباً 50% من عدد المشاهير والسياسيين وهم غالباً الفئة الأكثر طلاقة في الحديث والخطابة.
أظهرت دراسة أن العسراويين أكثر عرضة للإصابة بالتوتر والقلق والخجل والحرج خلال التعبير عن أفكارهم أو رغباتهم ، وأفاد موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن جامعة ابيرتاي في مدينة داندي الاسكوتلندية أجرت تجارب سلوكية تقيس مدى تقييد الناس لتصرفاتهم ولعفويتهم، شملت 46عسرواياً و 66شخصاً يستخدمون اليمنى في انجاز أعمالهم اليومية. وتبين للباحثين أن العسراويين يميلون إلى الموافقة والتماهي مع تعابير مثل "أخشى إرتكاب الأخطاء" و"الإنتقاد يجرحني" أكثر من غيرهم، مما يعني أنهم أكثر ميلاً إلى كبت أحاسيسهم. ومن بين هؤلاء، تبين أن العسراويات أكثر كبتاً من العسراويين ، وتشير الدراسة إلى إحتمال أن يكون السبب في ذلك الإختلاف في شبكة الأعصاب في الدماغ بين العسراويين ومن يستخدمون اليمنى.
وتشير إلى "أن العسراويين أكثر ميلاً للتردد، حيث أن الجزء الأيمن من الدماغ أكثر سيطرة لدى هؤلاء، وهو الجزء الذي يسيطر على النواحي السلبية من المشاعر ، أما عند مستخدمي اليمنى فإن الجزء الأيسر من الدماغ هو المسيطر".
يرى أحد أستاذة الأعصاب أن ذلك يفسر أيضا سبب كثرة العلماء بين مستخدمي اليد اليسرى. ويعتقد العلماء أن إستخدام شقي المخ بشكل أكبر يؤثر إيجاباً بشكل خاص في القدرات اللغوية لديهم ويشيرون إلى القدرة البلاغية لكل من ريجان وكلينتون وأوباما كدليل على ذلك ، وأشار عالم الأحياء الأمريكي الشهير أمار كلار في حديثه مع قناة "أيه بي سي" إلى أن أعسري اليد "لديهم آفاق أكبر للتفكير" ولكنه يرى أيضا أن شطري المخ لديهم أكثر تماثلا وأقل إختلافا منه لدى أصحاب اليد اليمنى ، وأشار كلار إلى العدد الكبير من الحاصلين على جائزة نوبل وإلى مشاهير الرسامين ومشاهير الكتاب من أعسري اليد الذين يمثلون أقلية بشكل عام مقارنة بيميني اليد ، ودأب أعسرو اليد الذين يعتقدون أنهم "مضطهدون" دائماً على المسارعة للإشارة إلى العباقرة بين صفوفهم من أمثال مايكل أنجلو وليوناردو دافنشي وألبرت آينشتاين أو ماري كوري. ان كنت تعتقد ان العسر يختلفون عن سواهم فأنت على حق انهم بالفعل مختلفون
لماذا يستعمل بعض الناس يمناهم و بعضهم الاخر يسراهم ؟؟؟
الجواب عن هذا السؤال لا يزال من الالغاز المهمة التي لم يتوصل تماما العلم
الى حلها بعد , ,, ,,,,,,
نعلم ان اثنين من كل ثلاثة عسر هم من الذكور , , ,, ,,,
و نعلم ان العسر صفة تتكرر في العائلات ذاتها , ,,,
و في احدى الدراسات ان الزوجين " العسراويين " يرزقان اولادا نصفهم تقريبا اعسر ,,
من جهة اخرى لايمكن تفسير العسر على اساس الوراثة وحدها ,, , ,
ان 84 في المائة من " العسراويين " يولدون لاباء و امهات يمن . ..
والى ذلك فأن في 12 في المائة من التوائم المتماثلين هناك واحد اعسر وواحد ايمن
في كل تؤامين , ,,, ,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,
وربما كان اللغـــــــــز الاهم ليس لماذا هناك اناس عسراويون ؟ ؟
بل لماذااااااااااااااا هم قله ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟
و الواقع ان الكائنات الاخرى من مختلف الفصائل تتوزع بالتساوي بين من يفضل
استخدام اليد اليمنى ومن يفضل استخدام اليد اليسرى ,, ,
ولقد بدا العلماء يفهمون الطرائق المتعددة التي يختلف فيها العسراويون عن سواهم وذلك
عن طريق دراسة نمط عمل الدماغ ,,, , ,
ان عددا كبيرا من دارات الجهاز العصبي البشري تعمل على نحو متصالب اي ان اليد اليمنى موصوله بـــ " بسلك " بالجهة اليسرى من الدماغ و العكس بالعكس , ,,,,
و مركز الكــــلام عند 95 في المائة من الاشخاص اليمن هو في الجهة اليسرى من الدماغ
لكن العسراويون ليسوا موصولين على هذا النحو ,, ,
اذ ان مركز الكــــلام موجود في النصف الايمن من الدماغ لدى 15 في المائة منهم فقط
,, ,
و يرى الاختصاصي بعلم النفس الاحيائي " جير ليفي " من جامعة شيكاغو ان النصف الايسر من الدماغ هو مركز الكلام و اللغة لدى 70 في المائة من
العسراويين اما 15 في المائة الباقية فأن في كل جهة من الدماغ مركزا للكلام , ,,
يعتقد بعض العلماء عموما ان الجهة اليسرى من الدماغ هي التي تتولى معالجة المعلومات
المنطقية المتسلسلة فيما تميل الجهة اليمنــى الى معالجة العواطف و الامزجة , ,,
وهذا هو السبب في كون العسراويين اكثر تعرضاا من سواهم لامراض الفصام و الرهاب
و لقد اظهرت احدى الدراسات انهم يتعرضون ثلاث مرات اكثر من سواهم
لمحاولات الانتحــــــــــــــــــار ,, , , ,,,,,,, , ,
ويظهر العسراويون حساسية اكبر ازاء بعض العقاقير و لقد بين " بيتر اروين " الاختصاصي بالابحاث العلمية في مؤسسة " ساندوز " في نيو جيرسي ان لدى تناول
المرضى انواعا من العقاقير مثل الاسبيرين و المسكنات و عقاقير اخرى ضد
الحساسية والاكتئاب ... . . تظهر عند العسراويين تغيرات في النشاط الكهربـــــائي
اكثر مما عند اليمن , ,,,, ,,,
وكأن هذا لا يكفي اذ انهم يتعرضون مرتين اكثر من سواهم للاصابه بالامراض المتصله
بالمناعة الذاتية بما في ذلك السكري وتقرح الامعاء و التهاب المفاصل و الوهن العضلي
الشديد ,, , ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,
فأذا كان العسراويون يتعرضون لكل تلك الاخطار و العوائق فكيف تراهم يتمكنون
من البقاء و الاستمراررررررررررررر ؟
الجواااااااااب المفرح هو ان هناك جانبا مشرقا في قضية العسر , ,
ولقد عاينت " كاميلا بنبو " و هي طبيبة امراض عقلية برتبه استاذ مساعد في جامعة ايوا
عدداا من الطلاب الذين حصلوا على علامات متفوقة جداااا في الرياضيات ,, , ,,
فوجدت ان 20 في المائة من " عباقرة " الرياضيات هؤلاء كانوا من العسر ...
و ان هذة النسبة تمثل ضعفي نسبتهم في المجتمع الدراسي ,, ,
و في تقدير جمعية المتفوقين الامركية " منسا " ان 20 في المائة من اعضاؤها عسراويون , , , , ,,, ,,,,,,,,, ,
والحقيقة ان جميع ما يسمية بعض الباحثين " الجهة اليسرى الاكثر عقلانية و منطقا "
والجهة اليمنى " الاكثر شعورااا بالفن و الارهف حساااا " ربما كان من الامور
التي ساعدت العسراويين على التفوق في مجالات عدة , ,,,,
من ابرز ابطال الحروب العسراويين في التاريخ :
اسكنر الكبير _ يوليوس قيصر _ شارلمان _ نابليون " وزوجتة جوزفين "
ولقد نحت مايكل انجلو تمثال دواد حاملا بيسراة المقلاع الذي قتل به غوليات الجبار
ان رؤساء الولايات المتحدة الامريكية غاليا ما يكونون عسر
امثال جورج بوش الاب
جورج بوش الابن
بيل كلنتون
جيمي كارتر
وجون كيندي وغيرهم
و على الرغم ان معظم الناس يعتقدون ان العسر واليمن مسأله بسيطة تنطوي على قدرة
لدى المرء على استعمال احدى يديه دون الاخرى الا ان اعتقادهم هذا خاطىء تكتشف الأم أن ابنها أعسر؟
يعطي الطفل إشارات أولية عن تفضيله لليد اليسرى على اليمنى حالما يبدأ بالتحرّك والكلام. وليس هنالك عمر محدّد ودقيق لاكتشاف هذا الأمر، ولكن الصورة تبدأ بالوضوح بعد عام ونصف من عمر الطفل، وتزداد وضوحاً في عمر الثلاثة إلى أربعة أعوام. وأهمّ العلامات التي تدلّنا على الطفل الأعسر، هي: اليد التي يحمل بها الملعقة وقلم الألوان وتفضيله للقدم اليسرى حين يطلب منه أن يقف على قدم واحدة واستخدامه لها في رفس الكرة. وقد تظهر بعض الإشارات غير الحاسمة في عمر التسعة شهور حين تقدّم الأم لطفلها لعبة فيأخذها بيده اليسرى أو حين يمسك بثدي أمّه بيده اليسرى عند الرضاعة أو عند حمل رضاعة الحليب. وهنالك بعض الأطفال الذين يستعملون اليدين بنفس الفاعلية
ولا يحدّدون خيارهم إلا في عمر الخامسة أو السادسة، وأحياناً يكتبون باليمنى بضغط من الأهل والمعلمين، ولكنهم يستخدمون اليسرى في كل المهام الأخرى.
ما هي الأسباب العلمية وراء حدوث هذه الحال؟
يمكن القول إن حوالي %10 من سكان العالم هم من هذه الفئة، وقد بحث العلماء هذه الظاهرة من كل جوانبها. وفي العام 2007، اكتشف علماء من جامعة أوكسفورد أول جين مسؤول عن زيادة احتمال ظهور مواليد يفضّلون اليد اليسرى على اليمنى يدعى lrrtm1 والذي يبدو أنه يلعب دوراً رئيساً في تحديد الوظائف التي يسيطر عليها الجزء الأيمن أو الأيسر من الدماغ. فالإنسان الذي يستخدم اليد اليمنى يكون الجزء الأيسر من دماغه مسؤولاً عن الكلام واللغة، فيما يسيطر الجزء الأيمن على العواطف، وتنقلب هذه المعادلة لدى الإنسان الذي يستخدم اليد اليسرى. وثمة نظرية ثانية غير مؤكدة تقول إن زيادة هرمون «التيستوستيرون» عند الرجل أثناء الإخصاب قد ينتج عنه مولود أعسر. كما أن نظرية فرنسية ثالثة تقول إن المولود الأعسر ربما كان جزءاً من توأم مات أحدهما وكان يمكن أن يستعمل اليد اليمنى ونجا الأعسر! وعموماً، تلعب الوراثة دوراً هاماً في ظهور المولود الأعسر، وأن الأم والأب الأعسرين سينجبان طفلاً أعسر بنسبة تتراوح ما بين %45 إلى %50.
التحدّي الأكبر
ما هو التحدّي الأكبر الذي يواجه الطفل الأعسر؟
ربما تكون تجربة الكتابة للمرّة الأولى هي أكبر تحدّ يواجه الطفل الأعسر! ولعلّ الأمر سيكون أهون مع الأطفال الذين يكتبون من اليمين إلى اليسار، مثل الناطقين بالعربية والفارسية والعبرية والأوردو، إلا أنّه سيكون أكثر صعوبةً مع الذين يكتبون من اليسار إلى اليمين كاللغة الانكليزية والفرنسية حيث تتحرّك يدهم اليسرى فوق الحروف وتتلطخ بالحبر.
هل من مشكلات نفسية يمكن أن تواجهه؟
يعاني الطفل الأعسر من مشكلة مزدوجة، فهو يلاحظ عدم الراحة أو حتى الشعور بالأسف والمرارة في عيون والديه وبتعاملهما الغريب معه وكأنه يشكو من عيب أو نقص جسماني. كما يواجه سخرية زملاء المدرسة واستخفافهم به وتندّرهم عليه لأنه لا يستطيع أن يعزف على الآلة الموسيقية العادية أو لأنه يجد صعوبة في الكتابة أو في قصّ الورق في مادة الفن، أو لأنه يضع أحياناً الساعة في يده اليمنى وأن هذا التعامل يجعله يشعر بأنه أدنى مستوى وأقل قيمة من الآخرين ويعزّز لديه الشعور بالاختلاف.
وفي الموازاة، يقود تعرّض الطفل الأعسر للضغط الشديد من الأهل أو المعلم كي ينتقل من اليد اليسرى إلى اليمنى الى الإحباط، فضلاً عن مشكلات نفسيّة معقّدة، من بينها: التلعثم بالكلام والخجل وفقدان الثقة بالنفس والخوف وعدم الشعور بالأمان، ما يجعله متحفّزاً للدخول في معارك مع زملاء المدرسة لشعوره بالغبن وبالاستهداف من الآخرين. ويمكن للمعلّم أن يلعب دوراً إيجابياً في التخفيف من حدّة هذه المشكلات ومعالجتها بقليل من التفهم والصبر وإدراك حجم الضغوط النفسية التي يتعرض لها الطفل، مع محاولة استثمار أية موهبة عنده.
دور الأم
كيف تتعامل الأم مع طفلها الأعسر؟
للأم دور كبير في الأخذ بيد طفلها الأعسر في سنينه الأولى والتي تعدّ الأصعب في حياته والأكثر أهميّة في تشكيل شخصيته، من خلال تفهّمها وقبولها الفكرة وعدم إجبار صغيرها على استخدام اليد اليمنى. ويجدر بها أن تدرك أن هذا الأمر يحدث تلقائياً ودون إرادة الطفل، فهو لم يختر أن يكون أعسر، كما أنّه غير قادر على تغيير هذا الأمر. ويمكن للأم أن تشتري بعض الأدوات التي تساعد صغيرها على التغلّب على بعض الصعاب التي تواجهه في المدرسة، وعليها أن تؤكد له أنه خاص ومميّز وأنّه لا يشكو من عيب خلقي وأنّه قادر على تحقيق كل أحلامه. ويمكن أن تطرح أمامه أسماء كثير من الرياضيين والعازفين والعلماء من المشاهير الذين لم تؤثّر حالهم الخاصّة في وصولهم إلى أعلى درجات التفوّق والنجاح ولم تثنهم عن تحقيق أحلامهم.
هل حقيقة ما يشاع أن الطفل الأعسر حاد الذكاء وربما عبقري أيضاً؟
هنالك بعض الدلائل التي تشير إلى وجود اختلافات جوهرية بين الذين يستخدمون يدهم اليمنى والآخرين الذين يستخدمون اليسرى. وفي هذا الإطار، أظهرت دراسة أسترالية نشرت العام الماضي أن الأعسر يمكن أن يفكّر بطريقة أسرع عند استخدام ألعاب الكومبيوتر أو عند ممارسة بعض الألعاب الرياضية. وأشارت دراسة فرنسية إلى تفوّق الأعسر في بعض المهارات اليدوية وفي الأمور التي تتطلّب جهداً ذهنياً مثل الرياضيات والحساب، وترى أيضاً أنّ له ميزة استراتيجية عند الدخول في معارك مع الآخرين، وتعزو السبب إلى شعور الأعسر بأنّه من ضمن أقليّة في المجتمع. لذا، يبدأ بتدريب نفسه على المواجهة بطريقة يتفوّق فيها على الشخص الذي يستخدم يده اليمنى. وأشارت دراسة أمريكية إلى أنّ تفوّق الأعسر يعود بالدرجة الأولى إلى شعوره بالنقص ورغبته في إثبات الذات، أمّا عن تفوّقه الرياضي وخصوصاً في الألعاب الفردية ككرة المضرب، فإن الأمر يعود إلى أن الأعسر يتدرّب على مواجهة من يستخدم اليد اليمنى، فيما يبقى مجهولاً بالنسبة للطرف الآخر. ومن هنا تأتي قوته! وتذكر دراسة قامت بها جامعة «برستول» البريطانية ذكاء الأعسر وقابليته على فهم الأمور بطريقة خاصّة، ما يفسّر وجود كثير من العباقرة ممّن يستخدمون يدهم اليسرى.
حتى اللغات لم ترحمهم، ففي العربية كلمة «الأعسر» تعني «الأصعب»، وفي الألمانية «الأخرق»، وفي الفرنسية «البشع»، وفي الأسبانية «الملتوي».. لهذا أنشئت جمعية للدفاع والحفاظ على الحقوق واسمها: جمعية العسر العالمية، واستطاعت أن ترغم المصانع على تصنيع مئات الأدوات والمعدات الخاصة بالعسر، ووصل الأمر إلى أنه في ولاية فرجينيا في أميركا هناك بلدة اسمها «لفت هاند»، لا يقطنها غير مَن هو أعسر.
غير أن للأعسر ميزة مهمة، فلاعب الكرة الأعسر هو المفضل، وفي الحروب كان الأعسر هو الأخطر، وفي رواية «الدون الهادي» لتشيخوف الفائزة بجائزة نوبل، نرى كيف أن الفارس القوقازي الأعسر يخدع أعداءه عندما يقابل الواحد منهم بحصانه ملوحاً بسيفه بيده اليمنى، وقبل أمتار قليلة ينقله إلى يده اليسرى ويحرف حصانه، وإذا خصمه لا يستطيع حراكاً.
وأختم هذا المقال منتصراً لكل أعسر، ولكل عسراء، وأقول: إن أهم ما في الإنسان وهو قلبه، لقد وضعه الله بكل حنان في الجانب الأيسر من الصدر، لهذا فقط أصبح «العشق» أصعب، وأخرق، وملتوياً، لكنه ليس بشعاً على الإطلاق.
.
راق لي
.
صابر الحاج محمود عباهره
.