لقد أصبح من السهل هذه الأيام مع تزايد الإقبال على استخدام الإنترنت أن تجد أناسا يقضون وقتا طويلا في البحث على شبكة الإنترنت ويتندرون على أنفسهم بالقول إنهم << مدمنون >> . وبصرف النظر عن التندر والسخرية، فإن إدمان الإنترنت بات أمراً واقعاً لا مجال لتجاهله من قبل العلماء والباحثين . وقد ازداد علماء النفس الأمريكيون اهتماماً بظاهرة «الإدمان» على الإنترنت الذي أصبح مرضاً جديداً فتحت له عيادات متخصصة في الولايات المتحدة تعالج المصابين به سواء من خلال الحضور الشخصي أو عبر الإنترنت أيضا.
والمشكلة هنا هي أن معظم مستخدمي الإنترنت لا يعرفون حدود أو ظواهر هذا الإدمان وبالتالي فإنهم يكونوا معرضين لخطر الإدمان دون أن يشعروا بذلك؛ ولهذا السبب، بدأت بعض الجهات المختصة بمساعدة مستخدمي الشبكة على معرفة ما إذا كانوا في خطر الوقوع في براثن الإدمان على الإنترنت.
وقد بدأت بعض الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية بتعريف الطلبة بطبيعة إدمان الإنترنت من خلال عقد ندوات البحث وتقديم المشورة على اعتبار أن إدمان الإنترنت لا يختلف عن غيره من أنواع الإدمان الأخرى!.
وقالت دراسة لـ"كيمبرلي يونج" الأستاذة في علم النفس بجامعة بيتسبرغ في برادفورد بالولايات المتحدة الأمريكية، إن 6% من مستخدمي الإنترنت في العالم في عداد المدمنين.
ودعنا الآن نتعرف على موقعنا من هذا الإدمان وليطرح كل منا هذا السؤال على نفسه :
هل أنت مدمن إنترنت ؟
وقد قمنا بتلخيص عدة أعراض تحدث للمصاب بمرض إدمان الانترنت ( تصفح، منتديات، ****** ) .
وما عليك أخي / أختي إلا أن تعرض نفسك على كل واحد منها فإن كان موجودا لديك ولو بنسبة بسيطة فسجل نقطة مقابل كل واحد من هذه ألأعراض.
1-هل تشعر بآلام أسفل الظهر وبآلام في مفاصل أصابع اليدين أو بإجهاد للنظر بعد ترك الجهاز أو أثناء التصفح ؟
2-هل تشعر برغبة شديدة وشوق لدخول الشبكة كلما رجعت من خارج البيت فربما بدأت بها ؟
3-هل يتملكك شعور بالنشاط والنشوة أثناء التجوال في الإنترنت؟
4-إذا انتهى اشتراكك بالإنترنت أو بطاقتك هل تشعر بضيق وعصبية حتى تعيده وهل أنت مستعد للاقدام على الاستدانة - عند ضيق ذات اليد - لتجديد الاشتراك في حالة انتهائه وليس لديك المبلغ المطلوب ؟
5-هل تقضي أكثر من خمس ساعات أو أكثر ( متصلة أو متفرقة ) خلال اليوم والليلة متصل بالانترنت؟
6-هل يحدث منك إهمال لالتزامات أخرى وربما تضررت علاقات هامة في حياتك بسبب استخدام الإنترنت؟ مثلا ( مشاكل مع الأهل أو الزوج أو الزوجة داخل البيت أو الوظيفة والعمل أو الدراسة بالنسبة للطلاب ) ..
7-هل تشعر بالميل للعزلة والابتعاد عن مخالطة الآخرين ممن حولك ؟
8-هل تشعر بشيء من الاكتئاب في حالة الابتعاد قسريا عن الانترنت لظروف سفر أو منع من ولي أمرك أو المسئول عنك بالعمل أو ما شابه ذلك ؟
9-هل تشعر بأنك تعيش في أحلام اليقظة وغير واقعي في بعض تفكيرك؟
10-هل تأكل بشكل غير منتظم بسبب استخدام الانترنت وربما وجدت نفسك كثيرا ما تأكل وأنت تتصفح ؟
في النهاية اضرب مجموع النقاط ( أي الإجابات بـ ( نعم ) في العدد (10) وستحصل حينها على النسبة المئوية لإدمانك الانترنت.
مع تمنياتي ألا تزيد نسبة إدمانك على 90%
والآن قف عند هذه النقطة وراجع موقعك بالنسبة للأعراض أعلاه .. ثم تابع بعد ذلك .
وبعد أن اكتشفت أنك - غالبا - مدمن بدرجة معينة للانترنت هل تساءلت فيم قد قضيت هذه الساعات من عمرك؟
هل قضيتها في دعوة إلى الله ، أو طلب علم ، أو اكتساب خير وفائدة أو أي شيء نافع ؟
أم جعلتها للتسلية وإضاعة الوقت الذي أنت مسئول عنه يوم القيامة؟ وماذا يقول من خصص هذه الساعات لما يغضب ربه ويقسي قلبه؟
تذكر رعاك ربي أنه ( لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع ... الحديث ) . وكل هذه الأربع يؤثر فيها تصفح الإنترنت (وقت ، عمر ، شباب ، مال ) ... فراجع نفسك وحاسبها قبل أن تحاسب وما دمت ستُسأل عن هذه الأربع لا محالة فأعد لكل سؤال جوابا ، ولكل جواب صوابا.
وفقنا الله وإياكم لكل خير ، ولا تنسونا من دعائكم وتذكيركم ( فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) والمؤمن مرآة أخيه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
م ن ل