الثوار الليبيون والتلكؤ الأطلسي
2011/4/8 الساعة 13:45 بتوقيت مكّة المكرّمة
تعددت التفسيرات وراء الاتهامات التي ساقها الثوار الليبيون لحلف شمال الأطلسي (ناتو) بالتلكؤ في ضرب قوات العقيد معمر القذافي متهمين بشكل صريح تركيا بالوقوف وراء هذه المواقف المستغربة. وكان رئيس أركان الجيش الوطني الليبي عبد الفتاح يونس- المنضم لثورة 17 فبراير- قد اتهم الببروقراطية والتأخر في إصدار التوجيهات للقوات الجوية بأنها السبب وراء عدم قصف القوات الليبية الموالية للقذافي ولا سيما في مصراتة، وبالتالي السماح لها بالتقدم نحو المدينة وتهديد السكان. أصوات أخرى مؤيدة للثورة الليبية لم تكتف بهذا القدر واعتبرت في أكثر من تصريح للجزيرة أن
تعددت التفسيرات وراء الاتهامات التي ساقها الثوار الليبيون لحلف شمال الأطلسي (ناتو) بالتلكؤ في ضرب قوات العقيد معمر القذافي متهمين بشكل صريح تركيا بالوقوف وراء هذه المواقف المستغربة. وكان رئيس أركان
الجيش الوطني الليبي عبد الفتاح يونس- المنضم لثورة 17 فبراير- قد اتهم الببروقراطية والتأخر في إصدار التوجيهات للقوات الجوية بأنها السبب وراء عدم قصف القوات الليبية الموالية للقذافي ولا سيما في مصراتة، وبالتالي السماح لها بالتقدم نحو المدينة وتهديد السكان.
أصوات أخرى مؤيدة للثورة الليبية لم تكتف بهذا القدر واعتبرت في أكثر من تصريح للجزيرة أن تركيا واستنادا لمصالح محددة مع نظام القذافي هي من تقف وراء منع الضربات الجوية للكتائب الأمنية الموالية للقذافي قبل اقترابها من المدن، مشيرة إلى أن الأمر لا يخلو من "أمر يدبر لإيجاد حل سياسي للأحداث في ليبيا".
تخوف غربي
وتتفق هذه الآراء إلى حد ما مع تقرير سابق لمعهد ستراتفور للمعلومات الاستخباراتية ودراسة أخرى نشرتها مجلة فورين أفيرز أشارا معا إلى تخوف غربي من تكرار ما جرى في أفغانستان عندما سلحت الولايات المتحدة ودعم الغرب المجاهدين ضد السوفيات لينقلبوا على الغرب لاحقا وتخرج من هذا التجمع "تنظيمات إرهابية مثل طالبان وتنظيم القاعدة".
ولهذا السبب خرجت عدة مظاهرات في بنغازي قبل يومين ترفع لافتات كتب عليها بوضوح "نحن لسنا من القاعدة" مطالبة التحالف بالقيام بواجباته في إطار القرار الأممي.
من جانبهم رفض مسؤولو حلف الناتو ورئيس الوزراء الفرنسي آلان جوبيه انتقادات الثوار الليبيين معتبرين أن الظروف الجوية السيئة والتكتيكات القتالية التي تتبعها قوات القذافي كانت وراء السبب من الحد من الضربات الجوية المعدة أصلا لحماية المدنيين طبقا لقرار مجلس الأمن الدولي 1973.
وذهب مسؤولون عسكريون إلى أبعد من ذلك بالقول إن الضربات الجوية لا تحقق نصرا على الأرض في إشارة إلى ضعف قوات الثوار وعدم انتظامها بشكل منسق وعدم خبرتها في التعامل مع المعارك بشكل صحيح.
على الأرض
وفي هذا السياق نقلت جريدة نيويورك تايمز الأميركية عن مسؤول كبير في وزارة الدفاع (بنتاغون) قوله -بعد الطلب بعدم الكشف عن اسمه- إن القدرات العسكرية لقوات القذافي لا تزال قائمة، وبالتالي من الصعب جدا قلب الموازين على الأرض بواسطة الضربات الجوية فقط، في إشارة واضحة إلى ضرورة وجود قوات برية.
كما نقلت الجريدة نفسها عن مسؤول كبير في الناتو تأكيده أن لا أحد داخل الحلف -في إشارة إلى تركيا- يعارض الضربات الجوية، وأن الأمر ليس كما جرى في كوسوفو عام 1999 عندما اعترضت بعض دول الحلف على ضرب أهداف معينة.
وأضافت الجريدة أن أعضاء التحالف الدولي -بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا- يشجعون الانشقاقات في صفوف النظام الليبي على أمل أن تساهم في الإطاحة بالنظام من الداخل ولا سيما أن الموقف الأميركي كان واضحا في الفصل ما بين مضمون القرار 1973 ومسألة الإطاحة بالقذافي.
ويرى البعض أن المبادرة التركية -التي قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إنها تنبثق من قناعة تركيا بأن قطرة دم أي ليبي أهم من النفط- ليست سوى محاولة لإخراج التحالف الدولي من مأزق الرغبة بالإطاحة بالقذافي بدون إرسال قوات برية وهو أمر يتفق العسكريون الغربيون على أنه أشبه بالمسرحيه.
.