كنت تدري فتلك مصيبة وإذا كنت لا تدري فتلك مصيبة أعظم
ليس هناك أغلى قيمة من أن تنصر طفلا وتوفر له بيئة نظيفة وحياة أفضل مما عشنا طفولتنا ومن حقنا أن نحلم ونطمح لحياة أفضل.
ليس من الأفضل أن تخطط وننظم مجتمعاتنا ونأخذ بعين الاعتبار فصل المساكن عن المصانع ولا سيما ابعاد مدارس أطفالنا عن الملوثات البيئية وعن المصانع التي يصدر عنها انبعاثات وملوثات وخاصة المعرضة منها لإحتمالية وقوع خطأ بشري ينتج عنه حرائق هائلة تحرق الأخضر واليابس لا سمح الله.
ألا يتتطابق ذلك مع مناهجنا لتثقيف ابنائنا بالحفاظ على البيئة ألا تشكل مشكلة الحفاظ على البيئة تحدي كبير أمام البشرية جمعاء رغم التطور العلمي والتكنولوجي والأمر الذي بين ايدينا اليوم لهُ في غاية الخطورة .
هناك على رابية غرب مدينة نابلس بين مثلث من القرى غربا(قوصين)وشرقا(بيت وزن)وشمالا(بيت ايبا)أنشئ مصنع برأس مال وطني ننحني احتراما واجلالا للذين اسسو المصنع ليساهم في بناء الاقتصاد الوطني.
المصنع ينتج بروفيلات الالمنيوم في كل مراحله من صهر وقص وطلاء ونذكر بأن وجود المناطق الصناعية في الوطن كان ومازال الاحتلال يتحكم في السيادة على الارض ويمنع انشاء اماكن صناعية بعيده عن التجمعات السكنية وفي السابق قبل ستة عشر عاما رفضت بلدية نابلس الترخيص للمصنع في المنطقة الصناعية في شرق المدينة حيث تحاط بتجمعات سكانية كل ذلك يحتم علينا وعلى مؤسساتنا أن تمارس دورها التخطيطي ليصب في خدمة الإنسان أولا ً والفكرة اليوم هي فكره نبيلة جمعية ذات اهداف ثقافية تربوية تسعى لرفع مستوى العلم والمساهمة في خلق جيل قادر على تحمل مسؤولياته هذه الاهداف التي لامسناها بإنشاء مدرسة تم اختيار مناهجها وطواقم ادارتها ومدرسيها بعناية فائقة نفتخر بما تقدم إلى ابنائنا الأعزاء تلك الأهداف النبيلة تتمثل في كل مكونات المدرسة ولكن سرعان ما تبين بأن هناك أهداف غير مرئية لمن ينظر بسطحية إلى تلك القضية ومن هنا يحتم علينا واجبنا وإيماننا بحقنا في الحياة ودفاعنا عن مستقبل أطفالنا أثرنا الحديث بصوت عال ٍ على الصمت الذي يوخز الضمير الحي وخاصة عندما تكون المعادلة بين طرفي :
1. مستقيل اطفال لا حول لهم ولا قوة يقدموا قربانان من خلال فكرة نبيلة كما اسلفنا عن دور وأهداف المدرسة والتي تسعى لتحقيقه الإدارة اقصد هنا إدارة المدرسة التربوية.
2. الطرف الأخر مجلس ادارة جمعية وما اكثر سوق الجمعيات في دول العالم الثالث والتي تسعى لتحقيق الأهداف الخاصة لمجالس إداراتها مختلفة متناقضة بذلك مع الأهداف النبيلة التي أنشئت من أجلها مستغلين بذلك غياب الرقابة في كافة أشكالها مثلا تراهم يتفننون في وضع نظام خاص يضمن حصرية هيئاتها الادارية لضمان تحقيق مصالح مستديمة وهذا ما نلمسه ومدار نقاش مستديم في أوساط مكممي الأفواه إلى أن يأتي من يعلق الجرس وتحديدا عندما تكون قضبة تتجاوز الخطوط الحمراء وتمس فئة لا يختلف إنسان على نصرتها وهي الاطفال وعندما يتبين بأن الذي يقف على رأس الجمعية مجموعة من المقاولين والمستثمرين منهم الطبيب الذي يحضى بإحترام مرضاه والمهندس والمقاول الكبير والقانوني المخضرم والمحاسب المرخص ولا ننسى أن نذكر المستثمرين بالأرض حول المصنع والذين يرون من فكرة انشاء المدرسة بشكل ملاصق للمصنع رسالة طمئنة إلى تجار سوق الأراضي لأن الاماكن التي تحيط بالمصنع قابلة للسكن فكيف لا وهناك مدرسة ملاصقة للمصنع هذه الاهداف لا نحترمها نحترم اهداف المدرسة ولا نحترم اهداف أصحاب نظرية أكبر ربح ممكن وبأقل التكاليف النظرية المعروفة بالادارة وهنا اسمحو لنا ان نقول بأن هناك فرق بين الرأس مال الوطني الذي يسهم في بناء الاقتصاد من أجل الانسان وبين من يقدم الانسان قربانً في نظرية الاستثمار فالانسان اغلى قيمة وهنا نتسائل كيف لوزير او مسؤول او خبير يجمل صورة التلويث البيئي ضاربا بعرض الحائط أبجديات التخطيط القاضي بفصل المنشئات الصناعية عن الاماكن السكنية وأن يصدر فتاوى وموافقات لإنشاء مثل هذه المدرسة فإذا كان يدري بأن مكان المدرسة تحتضن 42طن من الغاز المستخدم لصهر الألمنيوم فتلك مصيبة وإذا كان لا يدري فتلك مصيبة أعظم وإذا مررنا ذلك ماذا نقول لأهلنا في محافظة سلفيت عندما رفعو قضية إلى منظمة الصحة العالمية محتجين على سلطات الاحتلال الذين يقومون بنقل المصانع الملوثة للبيئة ومن ضمنها مصنع ألمنيوم روميمه الذي تم نقله من المنطقة الصناعية في القدس الغربية إلى مستوطنة بركان المقامة على أراضي سلفيت.
بقلم سرحان دويكات عضو المجلس الثوري.
21\4\2011م
.