صابر عباهره المدير العام
عدد الرسائل : 2011 الموقع : منتدى شهداء اليامون .. وكل فلسطين ..شهداء الحق من اجل الحريه المزاج : صافي وذلك الفضل من الله تاريخ التسجيل : 26/10/2008
| موضوع: كلمات في العشق الأحد نوفمبر 30, 2008 11:47 am | |
| العـشق....ماذا عـساني أن أقـول؟؟
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله , أما بعـد: أنا هـنا في محاولةٍ بائسه للحديث عن العـشق والحب , وماذا عساني أن أقـول؟ سوى أنه نعيم الدنيا وجنتها , وسرورها وبهجتها , فمن لم يدخل جنة الحب لن ينال القرب , به تعاقب الليل والنهار, وغرّدت الأطيار, وتراقصت الأشجار. وهو في نفس الوقت خطبٌ عسير, على العشاق غير يسير, فهو بحرٌ بعيد الشط والفناء منتهى الخط , حقٌّ أشبه بالباطل , وباطِلٌ أشبه بالحق , هزلهُ جد وجِدُّهُ هزل , سلب العقول والألباب وهتك الأستار وشرّع الأبواب. أعظم مسلكا ً في القلب من الروح , فهو جهلٌ عارض صادف قلبا ً فارغا ً, فامتـنع عن وصفه اللسان , وعيي عنه البيان..!! فهو بين السحر والجفون , لطيف المسلك والكمون. يثبّت الجبان , ويصفي ذهن الغبي , ويسخي كف البخيل , ويذل عزة الملوك...!! وهو أنيس من لا أنيس له , وجليس من لا جليس له. وكما يقول المثل الفرنسي: شيئين لا ينفع معهما أن يكون المرء قويّا ً...الحب والموت. • لا تعـذل المُشتاق في أشواقِهِ = حتى يكون حشاك في أحشائِهِ • إنّ الـقـتيـل مُـبـلا ً بـدموعـِهِ = مـثـل القتيل مُضرّجـا ً بدمائِهِ وهو بـلاء الصالحين , ومحنة العابديـن...فما يئس الشيطان من رجـل إلا َّ أتاه من قِـبَـل النساء. • شكا ألمَ الغرام النـاس قـبـلي = وروِّع بالهـوى حيٌّ وميتُ • وأمّـا مِثـلما ضمّت ضلوعي = فـإني ما سمعت ولا رأيتُ لم يدَعْ لذي لـُبٍّ عقلا ولا لذي درايةٍ صرفا ً ولا عدلا , ليس فيه مشورةٌ ولا استئذان , ولا راحةٌ ولا اطمئنان , فنتائجه غير متوقــّعه , وأسبابهُ متعـدّدة ٌ ومتـنوّعه. فـيه يـتساوى الشحّاذ والملك , والغنيُّ والفقير, فالكلّ عـندهُ ذليـل, وهـو أمرٌ معلومٌ لا يحتاجُ إلى دليل , تنقضي السنون ولا يتبدّد , بل في كل يوم ٍ أمرُهُ يتجدّد.
إذا دان لك بـلغ بـك عـنان الـسماء , وإذا جـار أعـطب وسـفـك الدماء , وهـو داهـية الدّهـر, وقـاصمة الظهر, وهو الله الداء الدّوي بل هو السمّ الذحاح الذي تذوب معه الأرواح ولا يقع معه الإرتياح , وليس لهُ شـفاءٌ إلا ّ معاشرة المحـبوب وإتـيانه: • صِل من هويت ودعْ مقالة حاسدٍ = ليس الحسود على الهوى بمُساعدي • لم يخـلق الرحمن أحـسن منظرا ً = من عاشـقـين عـلى فـراش ٍ واحـدي • مُـتعانـقيـن عـليهـما أزُرُ الهـوى = مـُتوسِّـدَيـن ِ بـمِعـصم ٍ و بـسـاعدي
أوالموووووت..نعم الموت , بـل في بعـض الأحيان يكون الموت هو رغبة العاشقين , ومقصد المُحبّيـن , وهـذا في حالة تعـذر وصل المحـبوب والوصول إليه: • لعـمرُكَ ما يُـرجى شـفائي والهوى = لهُ بـين جـسمي والعِـظامُ دبـيبُ • وآمُلُ بُرءا ً من هوى خامر الحشا = وكـيـف بـداءٍ لا يـراهُ طـبـيـبُ
وهـو في الأساس شـُعورٌ نـاتجٌ عن أبخرةٍ مُـتصاعدة إلى الدماغ من السوائـل الجـنسيّة للرجل والمرأة , لذلك أكثر ما يعتري العزاب.
أحبتي...هل تفهمون ما أقول؟ أشك في ذلك...هل تعلمون لماذا؟
لأنّ الألفاظ لا تكفي للتعبير عن حالةٍ نرجسيّة يعيشها المرء مع حبيبه وأن لم يكن معه. ولأنني أحاول أن أكتم ما بقلبي من هوى , وعيناي تأبى إلا َّ أن تـفضحني. فأنا أعيش بين مرارة الصبر ونارالأسى....كيف لا وشمس حياتي خلف الأفق لا تريد الإشراق.
نعم هـو أنشـودة ٌ يردّدها العاشقون في الحـياة لحـنا ً جـميلا ً فـيزيدون الجمال براءة ً والبراءة ً طهارةً ونقاءا...فلا شيء في فـؤادهم سـوى الإخلاص والوفاء للمحـبوب بشتى الصور وبكافة الوسائل.
أيها الأحبّة ماذا عساني أن أقول...ماذا عساني أن أكتب؟؟ ولو اتخذت البحر مِدادا ً لي لنفد البحر قـبل أن تـنفد معاني الحب ومبادئه , وشمائلهُ ومذاهبُه.
و لولا البُـقيا على ما في الضمائر لبُحنا بما تكنه السرائر لكنّ نيران الحب تـتدارك بالإخفاء ولا تـُعاجلُ بالإبداء , لأنّ دوامها مع إغلاق أبواب الكتمان , وزوالها في فـتح مصارع الإعلان.
• ويح المُحبّين ما أشقى جدودهمُ = إن كان مثـل الذي بي بالمُحبّينا • يـَشـقون في هـذه الدنـيا بحـبهُمُ = لا يُـدركـون بـها دُنـيا ولا ديـنا
ووالله لقد كنت استهزىء بالعشاق وبالعشق , وكنت أعدّه ضربٌ من الخزعبلات والإرجافات ولم يعُد له مكانا ً في ظِل هذه الأحداث المُتسارعة وعولمة العصر, وأنهُ قد انتهى بعد الرعيل الأول: قيس وليلى , وجميل وبثينة , والوليد وسُفرى , والحـبشاني وصفراء , وابـن خلدون وولاّده , وعنترة وعبلاء , وكثيّروعزة , وعـروة بن حزام وعفراء , وعُتبة وريّا, والأحوس وسلامة وبشر وهـند , ونـصيب وزيـنب , والمرقـش وأسـماء , وكعب وميلاء , وغيرهم كـثير ولكن المجال لا يتسع لذكرهم.
المقصود أنني قـرأتُ في العـشق ما يتجاوز الخمس مائة كتاب ,كما أنني قمت بتأليف كتاب (( لهـيب الأشواق في شرح مسائـل العـشاق )) , واحتـفظتُ بـهِ ولم أنشره لأسبابٍ خاصّة, وكلّ هـذا من باب حب المعرفة وسَبرأغوارالعشق.
ولا أخفيكم أنهُ قد أصابني شيءٌ من الغرور والإعتداد بالنفس , حتى ظننت أنه مهما كان حجم الإغراءات , فـلن أكون أسيرا ً لفتـاةٍ تـتلاعبُ بمشاعري كما يتلاعب الصبيان , وكـيف يكون ذلك وأنا دكتور العشق..؟!
حـتى ابتـُليتُ بهِ على حين غرّه , فعـلِمتُ أن معرفتي بالعشق لا تـتجاوز الجانب النظري فـقط وبعيدةٌ تمام البعد عن الواقع ومسرح الأحداث , وهكذا انقلب السحر على الساحر وهو لا يشعر. • سبحان ربي جميع الحسن أعطاكا = حتى غدوت أنا من بعض أسراكا • أنـتَ النعـيمُ لـقـلبي والعـذابُ لهُ = فـما أمـرّكَ في قـلـبي وأحلاكا
فأنا الأن أحاول أن أجمع أوراقي المُبعثرة يمنة ً ويسره , كما أفكر في إحراق كتابي , لأنهُ كان صديقا ً لي ولكن خانني عند الحاجة إليه. وأهل الفلسفة والحكمة والمنطق يقولون: إحذر من الركون إلى صديق ٍ خانك وقت الضيق.
كما تعلمت أنني لو قرأتُ آلاف الكـُتب في العشق ودبَّجـتُ فـيه آلاف القصائـد والخـُطـَبْ فلن أبـلغ مُـنتهاه, وأنّ الحـب ماض ٍ في هـذه الأرض حتى تـقوم الساعـة ما دام أنّ البيض العوان يُراعيننا بالخدود والـقدود والعيون السود , فلا يظنّ أحـدا ً أن الحب قـد انتهى.
بل هو موجودٌ ما دام أن هناك رجال كرماء نـُبلاء يحترمون الطرف الآخر الذي أنعم الله علينا به فعمّر المكان وأعان على الزمان. وما دام أن هناك نساء طاهرات عفيفات مصونات يحترمن الرجال , ويحفظن فروجهن.
نعم فالحب موجودٌ في داخلي وفي داخـلك وفي داخِـلِها, يتـنفس كما نتـنفس, ويحيا فينا ما بـقينا لكن َّ السؤال الذي يطرح نفسه. كيف نبحثُ عنه؟ وإذا وجدناه كيف نتعامل معه ونجيّرهُ لصالحـنا ؟؟
منقول | |
|