صفقة تبادل أسرى فلسطينيون بجلعاد شليط
.
قالت مصادر في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنه تم التوصل إلى اتفاق لإتمام صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، وأكدت المصادر أنه سيتم تنفيذ الاتفاق خلال أيام.
وقال مسؤول مشارك في محادثات بشأن صفقة تبادل أسرى إن إسرائيل وحماس توصلتا إلى اتفاق بشأن مبادلة الأسرى، وأكدت مصادر في حماس أن إتمام الصفقة سيكون خلال أيام.
من جانبها قالت إذاعة إسرائيل إن وزراء بالحكومة الإسرائيلية سيجتمعون لبحث اتفاق مبادلة أسرى فلسطينيين مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، المحتجز في غزة منذ 25 يونيو/حزيران 2006.
وجرت في السنوات الأخيرة مفاوضات في 120 جولة بوساطات متعددة أغلبها عبر وسيط ألماني. وصرح القيادي بحركة حماس محمود الزهار في 2 يوليو/تموز الماضي عقب توقف المباحثات أن آخر مشروع اتفاق كان ينص على الإفراج عن ألف أسير فلسطيني من بينهم 450 من كبار الأسرى، لكن حكومة بنيامين نتنياهو تراجعت حينها عن القائمة التي وافقت عليها الحكومة الإسرائيلية السابقة.
وكانت صفقة التبادل قد جرى التفاوض عليها منذ سنوات، لكن إسرائيل عطلت مرارا إتمام ذلك بدعوى أن طلبات حماس غير قابلة للتنفيذ، وأوقف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت مشروع اتفاق في اللحظات الأخيرة قبل خروجه من المشهد السياسي، ثم توقفت الصفقة مع تسلم رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو مقاليد الحكم.
خطوط حمراء
وكررت إسرائيل الحجج ذاتها في رفض إتمام الصفقة، فتحدث أولمرت عن "خطوط حمراء" لا يمكن لتل أبيب أن تتجاوزها، رافضا شروط وإملاءات ما أسماها "حركات إرهابية". وتحدث وزراؤه حينها عن "قائمة دموية" في إشارة إلى أسرى ترفض إسرائيل الإفراج عنهم بدعوى أن "أيديهم ملطخة" بدماء الإسرائيليين.
وكرر نتنياهو مجددا تلك الأسباب حين تحدث عن رفض حكومته للاتفاق، وقال في خطاب متلفز في يوليو/تموز الماضي إنه مستعد لدفع الثمن مقابل إعادة شاليط إلى بيته، لكن هناك أثمانا لا يمكن دفعها، في إشارة إلى أسماء أشخاص معينين تصر حماس على الإفراج عنهم وعدم ترحيلهم.
وشدد نتنياهو حينها على شرطين دونهما لن تكون هناك صفقة، الأول هو عدم السماح لمن أسماهم "المخربين الخطرين" بأن يعودوا إلى الضفة، واقترح أن يبعدوا إلى غزة أو تونس مثلا، والثاني هو أنه لن يطلق من وصفهم "بالقتلة الكبار" حتى لا يوفر لهم إمكانية مهاجمة إسرائيل مرة أخرى.
ونص الاتفاق المقترح في الأيام الأخيرة من عام 2009 على أن تطلق إسرائيل سراح نحو ألف سجين فلسطيني من بين نحو خمسة آلاف أسير تحتجزهم مقابل الإفراج عن شاليط.
وسيط ألماني
يذكر أن صحيفة ديرتاجشبيغيل الألمانية كانت قد أوردت منتصف الشهر الماضي أن غيرهارد كونراد مبعوث جهاز الاستخبارات الخارجية الألمانية (بي أن دي) قد نشط مجددا منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول لإتمام صفقة الأسرى
وأشارت الصحيفة إلى أن لقاء كونراد مع عدد من المسؤولين الإسرائيليين في تل أبيب ومع ممثلي حركة حماس في غزة، أعاد استئناف جهود الوساطة التي توقفت منذ عدة أشهر بسبب تمسك كلا طرفي الصفقة بشروطهما لإتمامها.
ونقلت الصحيفة عن موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي في حماس قوله إن المحادثات مع الوسيط الألماني تركزت على عرض المواقف عند النقطة التي توقفت عندها الصفقة التي تتمسك حماس بشروطها السابقة لإنجازها.
يذكر أن مجمل عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي قد بلغ 5204 أسرى منهم 145 أسيرا دون سن 18 عاما، حسب بيان أصدرته إدارة السجون الإسرائيلية في نهاية أغسطس/آب الماضي.
ووفقا لأرقام إدارة السجون فقد بلغ عدد أسرى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية 2924 أسيرا من بينهم 2550 أسيرا من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، بينهم 102 دون الـ18 عاما، بينما بلغ عدد أسرى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين 289 أسيرا من بينهم 21 أسيرا دون الـ18، و71 من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بينهم 10 دون سن الـ18، و14 أسيرا من الفصائل الأخرى، حسب ما ذكرت صحيفة القدس في رام الله.
ويشير التقرير إلى أن عدد أسرى الفصائل الإسلامية 1897 منهم 1381 من حركة حماس و516 من حركة الجهاد الإسلامي، ومن بين أسرى الحركتين هنالك 10 أسرى دون الـ18 عاما. أما الأسرى غير المصنفين فوصل عددهم إلى 207 منهم 33 دون الـ18 عاما، إضافة إلى وجود نحو 300 أسير آخرين في مراكز الاعتقال الإداري.
.